عين ساهرة وقلب يطمئن.. الدرك الملكي يتحدى الصعاب لتأمين موسم سيدي علي بن حمدوش

فايس بريسمنذ 5 ساعاتآخر تحديث :
الدرك الملكي بإقليم مولاي يعقوب: حفظ الأمن وخدمة المواطنين
الدرك الملكي بإقليم مولاي يعقوب: حفظ الأمن وخدمة المواطنين

أخزو زهير 

في قلب المغرب النابض، حيث تتشابك خيوط التاريخ والروحانية، يبرز موسم سيدي علي بن حمدوش السنوي كأحد أبرز التظاهرات التي تجمع الآلاف من الزوار من كل حدب وصوب. هذا التجمع الكبير، الذي يُقام أيام 8، 9، و10 غشت، لا يمثل فقط مناسبة دينية واحتفالية، بل يفرض أيضًا تحديات أمنية ولوجستية هائلة. وهنا، تبرز الجهود الجبارة لرجال الدرك الملكي والسلطات المحلية، الذين يرفعون شعار “الأمن أولًا” لضمان سلامة المواطنين والزوار.

تحديات في مواجهة النجاح

يُعتبر تدفق هذا العدد الهائل من الزوار إلى منطقة سيدي علي بن حمدوش، التي لا تتوفر على بنية تحتية كافية لاستيعابهم، تحديًا حقيقيًا. فمنذ اللحظات الأولى لانطلاق الموسم، يصبح تنظيم حركة المرور، وتأمين الطرق المؤدية إلى الضريح، ومنع الازدحام، أولوية قصوى. تعمل فرق الدرك الملكي على مدار الساعة، في ظل درجات حرارة مرتفعة، لتسهيل وصول الزوار ومركباتهم، وتوجيههم إلى أماكن الوقوف المخصصة، مما يحد من الفوضى ويجنب الحوادث المرورية.

لكن التحديات لا تتوقف عند هذا الحد؛ فالتجمعات الكبيرة غالبًا ما تكون مرتعًا لبعض الممارسات السلبية كالنشل والاحتيال، بالإضافة إلى احتمال وقوع مشاجرات. وهنا، يبرز دور رجال الدرك الملكي في الانتشار الواسع والمراقبة المستمرة، لمنع وقوع الجرائم وضبط الأمن العام. تتعامل هذه الفرق مع أي طارئ بسرعة وحزم، مما يوفر إحساسًا بالأمان والطمأنينة لكل من يحضر الموسم.

مجهودات جبارة وإشادة شعبية

لقد أصبحت صورة رجل الدرك الملكي، وهو يوجه حركة السير تحت أشعة الشمس الحارقة أو يسهر على أمن الزوار في ساعات متأخرة من الليل، مألوفة ومعبرة عن التفاني والإخلاص في أداء الواجب. هذه الجهود لم تمر مرور الكرام، بل لاقت إشادة واسعة من قبل الساكنة المحلية والزوار على حد سواء.

يقول الحاج أحمد، أحد سكان المنطقة الذي يزور الموسم منذ عقود: “في كل عام، نرى تنظيمًا أفضل. رجال الدرك الملكي أصبحوا جزءًا من هذا الموسم، هم ليسوا فقط للحماية، بل هم أيضًا للمساعدة والتوجيه. بفضلهم، نشعر بالأمان ونتفرغ للجانب الروحي من الزيارة.” وتضيف السيدة فاطمة من مدينة مكناس: “لقد شعرت بالاطمئنان منذ لحظة وصولنا. التنظيم كان ممتازًا، ووجود الدرك الملكي جعلنا نطمئن على سلامة أطفالنا في هذا التجمع الكبير.”

إن ما يفعله رجال الدرك الملكي في موسم سيدي علي بن حمدوش هو مثال حي على التفاني في خدمة الوطن والمواطنين. إنهم ليسوا مجرد قوة أمنية، بل هم شريك أساسي في إنجاح هذا الحدث الروحي، محولين التحديات إلى فرص، ومكرسين أقصى جهودهم لتكون هذه الأيام الثلاثة لحظات سلام، أمان، واحتفال لكل من يشارك فيها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة