أمر الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، جميع سكان مدينة غزة بمغادرتها على وجه السرعة، تمهيدًا لشن هجوم واسع يستهدف السيطرة على أكبر مركز حضري في القطاع، في خطوة أثارت قلقًا دوليًا متزايدًا بشأن مستقبل غزة برمتها.
وشمل التحذير الذي وجهه الجيش الإسرائيلي كل أحياء المدينة، من البلدة القديمة وحي التفاح شرقًا وصولًا إلى الساحل غربًا، داعيًا السكان إلى الإخلاء فورًا عبر محور الرشيد باتجاه منطقة المواصي التي وُصفت بأنها “منطقة إنسانية”. وأكد الجيش أنه سيبدأ عمليات عسكرية مكثفة في المدينة خلال الساعات المقبلة.
وبحسب صحيفة إسرائيل هيوم، نقلاً عن مصدر أمني، فقد غادر نحو 100 ألف شخص مدينة غزة حتى الآن، فيما ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات إضافية فوق المدينة لتأكيد أوامر الإخلاء.
وفي موازاة ذلك، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إسرائيل دمرت 30 مبنى شاهقًا في غزة، بدعوى استخدامها من طرف حركة حماس كبنية تحتية عسكرية.
وكانت إسرائيل قد أعلنت، أمس الاثنين، أنها ستكثف غاراتها الجوية في ما أطلقت عليه اسم “إعصار مدو”، موجهة تهديدًا نهائيًا لحماس بتدمير القطاع في حال لم تُفرج عن المحتجزين وتستسلم، تنفيذًا لمطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
من جهته، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوته سكان غزة إلى مغادرتها، مشددًا على أن ما جرى حتى الآن مجرد تمهيد للعملية البرية الكبرى. وقال نتنياهو من داخل غرفة عمليات سلاح الجو:
“لقد أسقطنا في اليومين الأخيرين 50 برجًا تابعًا للإرهاب، وما حدث ليس إلا البداية. العملية الرئيسية هي المناورة البرية التي تستعد قواتنا لدخول غزة من خلالها”.
وأضاف: “أقول لسكان غزة بوضوح: لقد رأيتم التحذيرات، فاغتنموا الفرصة واخرجوا الآن”. وأكد أيضًا أن الجيش الإسرائيلي قضى على ما وصفه بـ”أوكار الإرهاب” في ثلاثة مخيمات بالضفة الغربية، متوعدًا بتكرار الأمر في مواقع أخرى.
