نظمت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، صباح اليوم الجمعة 12 شتنبر 2025 بمقرها بالرباط، لقاء رفيع المستوى حول آفاق وتحديات الذكاء الاصطناعي، برئاسة الوزيرة أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الادارة، حيث حضر هذا الموعد الاستراتيجي وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، وعمر السغروشني رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، وآرثر مانش، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية “Mistral AI”، ونزهة حياة المديرة العامة لصندوق محمد السادس للاستثمار، وخاليد سفير المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، إلى جانب نخبة من الخبراء والفاعلين الوطنيين والدوليين في المجال الرقمي.
وجاء هذا الحدث لإرساء حوار معمق حول رهانات تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والفرص التي يتيحها للمغرب والمنطقة، خاصة مع مشاركة آرثر منش، الرئيس التنفيذي لشركة “Mistral AI” وأحد أبرز الأسماء العالمية في هذا القطاع، بما يعزز مكانة المملكة كفاعل طموح في مجال الابتكار التكنولوجي.
في هذا السياق، أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، أن المغرب يعول على الذكاء الاصطناعي باعتباره رافعة أساسية لتحقيق قفزة نوعية في مسار التنمية، مبرزة أن المملكة وضعت استراتيجية وطنية واضحة للانتقال الرقمي، تضع الذكاء الاصطناعي في قلب أولوياتها.
وخلال كلمة ألقتها بمناسبة توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة الأوروبية “Mistral AI”، أوضحت الوزيرة أن التركيز على الذكاء الاصطناعي ينبع من قناعة راسخة بقدرته على تسريع بلوغ أهداف التنمية المستدامة، حيث أظهرت الدراسات أن نحو 79% من هذه الأهداف يمكن أن تتحقق أو تتسارع وتيرتها بفضل الذكاء الاصطناعي.
وأشارت المسؤولة الحكومية إلى أن المغرب اختار مقاربة تشاركية في إعداد أولوياته الوطنية، إذ نُظمت المناظرات الوطنية للرقمنة يومي 1 و2 يوليوز الماضي، والتي أفرزت توصيات ركزت على مجالات حيوية مثل التعليم، الصحة، الزراعة، والطاقة، مضيفة أن هذه القطاعات ستشكل مجالات عمل رئيسية للاستثمار في الحلول الرقمية والذكية.
كما أبرزت الوزيرة أن المملكة تعمل على تطوير بنية تحتية متقدمة، خاصة من خلال مشروع إحداث مركز بيانات ضخم بقدرة 500 ميغاواط في جهة الدار البيضاء-سطات، بشراكة مع وزارة الانتقال الطاقي، مؤكدة أن هذه الخطوة ستعزز السيادة الرقمية للمغرب وتتيح قدرات تخزين ومعالجة بيانات ضخمة.
وفي حديثها عن التوجهات العالمية في الذكاء الاصطناعي، شددت الفلاح السغروشني على أن “التعاون الدولي هو السبيل الأمثل لتسريع التطوير وضمان استفادة جماعية”، داعية إلى تجنب العمل المنعزل والانخراط في شراكات قادرة على إنتاج حلول مبتكرة وذات تأثير واسع.
وأضافت أن المغرب مهتم بتطوير حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) بما يخدم حاجيات المجتمع، سواء عبر النصوص، الصور، الفيديو أو البرمجيات، مع التركيز على توظيف هذه التقنيات في مجالات أساسية مثل التعليم ومحو الأمية الرقمية، من خلال أدوات تحويل النص إلى كلام، والكلام إلى نص، وهو ما يشكل قيمة مضافة كبيرة في مجتمع لا يزال يعاني من نسب أمية.
واستعرضت الوزيرة بعض المشاريع البحثية التي اشتغلت عليها، من بينها تطوير نماذج لغوية (LLM) قادرة على التفاعل العاطفي مع المستخدم، إلى جانب مشروع “Tag Moments” الموجه للفئات غير القادرة على القراءة والكتابة. مؤكدة أن هذه التجارب تبرهن على قدرة المغرب على الإبداع محليا والانفتاح على التعاون الدولي.
وختمت الوزيرة السغروشني كلمتها بالتشديد على أن الرهان على الذكاء الاصطناعي في المغرب يتعدى كونه خيارا تقنيا، بل خيار استراتيجي لتنمية بشرية شاملة، وتعزيز مكانة المملكة كمنصة إقليمية وإفريقية للابتكار الرقمي.