بوشرة البوزياني
بعد أسابيع من الترقب والانتظار، طويت صفحة الأزمة التي عاشها طلبة المدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة، والتي كادت أن تعصف بموسمهم الدراسي وتزج بهم في المجهول. فبعد أن وجد أزيد من ثلاثين طالباً أنفسهم مهددين بسنة بيضاء بسبب مشكل مرتبط بالطاقة الاستيعابية للمؤسسة، تدخلت إدارة المدرسة لتقديم حل عملي أنهى حالة القلق وعدم اليقين.
هذه الأزمة، التي خلّفت صدى واسعاً في أوساط الطلبة وأسرهم، أعادت النقاش حول هشاشة البنية الجامعية بخنيفرة وضرورة تعزيزها بما يستجيب لطموحات الشباب. فالطلبة الذين اجتازوا مراحل الانتقاء، واضطر عدد منهم إلى الانتقال من مدن بعيدة أملاً في متابعة دراستهم العليا، وجدوا أنفسهم في وضع لا يُحسدون عليه. غير أن تفاعل الإدارة في آخر لحظة أعاد لهم الأمل، وأثبت أن التدخل المباشر يمكن أن يصنع الفارق.
ويرى متتبعون أن ما وقع يجب أن يكون درساً لجميع المؤسسات الجامعية، فالمسؤولية لا تقتصر على رفع الشعارات أو ترديد مقولة “العين بصيرة واليد قصيرة”، بل تتجسد في قرارات عملية تضمن استمرار المسار الدراسي للطلبة وتؤكد أن مصلحة الطالب فوق كل اعتبار.
إن نجاح إدارة المؤسسة في إيجاد مخرج لهذه الأزمة يؤشر على إمكانية تجاوز مختلف الصعوبات إذا ما توفرت الإرادة والجدية، ويبعث رسالة قوية مفادها أن حماية المستقبل الدراسي للطلبة واجب وطني لا يقبل التهاون أو التأجيل. كما أنه يفتح النقاش مجدداً حول دور الوزارة الوصية والجهات المسؤولة في ضمان استقرار المنظومة التعليمية، خاصة في مؤسسات الاستقطاب المحدود حيث يظل الخصاص والضغط على المقاعد من أبرز التحديات.
وفي انتظار خطوات عملية على المستوى المركزي لتفادي تكرار مثل هذه الأزمات، يبقى تدخل إدارة المدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة نموذجاً يحتذى به في كيفية التعامل مع الأزمات بمرونة وفعالية، ويؤكد أن الحلول موجودة متى وُجدت النية الصادقة لخدمة الطالب، باعتباره جوهر العملية التعليمية وعماد المستقبل