في تصريح لافت خلال مشاركته في “نقاش الأحرار” بمدينة الصويرة، أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، على أن الاستثمار في العنصر البشري يمثل أولوية قصوى بالنسبة للحكومة. هذا التصريح يأتي في سياق جهود متواصلة لتعزيز التنمية الشاملة التي لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تمتد لتشمل بناء القدرات الفردية والجماعية للمواطنين.
التعليم الأولي: ركيزة أساسية
وتابع السعدي، وهو قيادي بارز في حزب التجمع الوطني للأحرار، أن الحكومة الحالية حققت إنجازًا تاريخيًا يتمثل في تعميم التعليم الأولي لأول مرة في تاريخ المملكة. هذا الإنجاز ليس مجرد رقم إحصائي، بل هو استثمار حقيقي في مستقبل الأجيال القادمة. فالتعليم الأولي يمنح الأطفال فرصة ذهبية لبناء أساس متين من المهارات المعرفية والاجتماعية التي تساعدهم على الاندماج بشكل أفضل في مسارهم الدراسي والمهني لاحقًا.
الاقتصاد الاجتماعي والتضامني: رافد للتنمية
يأتي اهتمام الحكومة بالاستثمار في الإنسان ليتناغم مع استراتيجيتها الشاملة لدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. هذا القطاع، الذي يركز على المشاريع التعاونية والجمعيات والتعاضديات، يعتمد بشكل كبير على المهارات والمعارف التي يكتسبها الأفراد. فمن خلال توفير التدريب والدعم للمنتسبين لهذا القطاع، يمكن تحفيز الابتكار، وخلق فرص عمل مستدامة، وتحسين الظروف المعيشية للفئات الهشة.
نظرة مستقبلية
تصريحات السعدي تُظهر أن الحكومة تدرك أهمية رأس المال البشري كقوة دافعة للتغيير. فمن خلال الاستثمار في التعليم والتكوين المهني، لا يتم فقط تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لسوق العمل، بل يتم أيضًا بناء مجتمع أكثر وعيًا، ومساهمًا، وقادرًا على مواجهة تحديات المستقبل. هذه الرؤية الشاملة، التي تجمع بين البعد الاقتصادي والاجتماعي، تعد بمستقبل أكثر إشراقًا للمغرب.
