وفاء بورزيق
يستحيل تناول الحي البرتغالي في مدينة الجديدة، هذا الموقع الأثري المصنف ضمن التراث العالمي للإنسانية، دون الإشارة إلى الجهود الدؤوبة والمستمرة التي تبذلها المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بالجديدة.
فبفضل الرؤية الواضحة لمديرها، السيد عبد الإله نفيس، أصبحت حماية التراث وتثمينه مهمة يومية ومسؤولية مشتركة، تتجاوز حدود العمل الإداري الروتيني. لقد تجاوزت المديرية دورها التقليدي لتنخرط بفعالية في فتح أبواب هذا الفضاء التراثي أمام الباحثين والمهتمين والإعلاميين. والهدف من ذلك هو تمكينهم من التعرف عن قرب على الخصوصيات الفريدة لهذا المعلم التاريخي، وتحويله إلى مادة خصبة للنقاش، والإبداع، والتوثيق، مما يساهم في إبقائه تراثًا حيًا وناطقًا.
وفي هذا الإطار، يبرز الدعم الشامل والتسهيلات التي قدمتها المديرية لإنجاز روبورتاجات إعلامية حول الحي البرتغالي. هذه التجارب الميدانية خير دليل على التلاحم الإيجابي بين العمل الإعلامي والجهود الثقافية والمؤسساتية لحماية هذا الإرث.
إن بصمات السيد نفيس واضحة وعميقة، نابعة من إيمانه بأن صيانة التراث لا تتم بمعزل عن المجتمع، بل بتفاعلها وانفتاحها عليه. فالثقافة لا تتحقق إلا عندما تتحول إلى ممارسة يومية يتقاسمها الجميع.
إن إشعاع المديرية الإقليمية للثقافة بالجديدة ليس مجرد أداء لواجب إداري، بل هو مشروع متكامل يهدف إلى الحفاظ على الذاكرة المشتركة وتثمين ما تزخر به المدينة من إرث حضاري وإنساني عظيم. وتُعد تجربة الجديدة نموذجًا حيًا لكيفية نجاح المؤسسات الثقافية في أداء دورها بفعالية، عندما يقودها مسؤول يضع خدمة التراث في صلب أولوياته، إيمانًا منه بأنها خدمة في النهاية للإنسان وللوطن.