جدل “الزيت الرخيص”: هبوط مفاجئ لأسعار زيت الزيتون يثير مخاوف الغش والاحتكار

فايس بريس25 سبتمبر 2025آخر تحديث :
جدل “الزيت الرخيص”: هبوط مفاجئ لأسعار زيت الزيتون يثير مخاوف الغش والاحتكار

شهدت منصات التواصل الاجتماعي مؤخراً حالة من الجدل الواسع بعد ظهور عروض لبيع زيت الزيتون بأسعار منخفضة للغاية، لم تتجاوز 30 درهماً للتر في بعض الأحيان. هذا الانخفاض المفاجئ صدم المستهلكين، خاصة وأن نفس المنتج كان يُباع قبل أشهر قليلة بأسعار تتراوح بين 90 و120 درهماً للتر. هذه الفجوة السعرية الهائلة فتحت الباب واسعاً للتساؤل عن مصدر هذه الزيوت ومدى جودتها وسلامتها الغذائية.

تساؤلات حول الجودة ومخاطر الغش

أبدى العديد من النشطاء على الإنترنت حيرتهم وشكوكهم تجاه هذه الأسعار “غير المنطقية”، مرجحين أن تكون بعض الكميات مغشوشة أو مخلوطة بزيوت أخرى رديئة، مما يشكل خطراً مباشراً على صحة المستهلكين.

في المقابل، قدم آخرون تفسيرات مختلفة لهذا التراجع السعري، مشيرين إلى أن وعود وفرة الإنتاج في الموسم القادم، بالإضافة إلى تراجع الطلب خلال الموسم الحالي بسبب الأسعار المرتفعة، قد تكون عوامل أساسية.

ومع ذلك، يؤكد هذا الفريق على أهمية الشفافية الكاملة من قبل البائعين والمنتجين لطمأنة المواطنين.

أصابع الاتهام تشير إلى “الاحتكار”

ذهب فريق ثالث من المتتبعين إلى أن ما يحدث هو نتيجة مباشرة لعمليات “الاحتكار” والمضاربة التي قام بها “الشناقة” (المضاربون) في الموسم الماضي. هؤلاء قاموا بتخزين كميات ضخمة من الزيت وطرحها بأسعار باهظة تجاوزت المائة درهم للتر.

وفقاً لهذا التحليل، فإن الزيت الرخيص الذي يغرق الأسواق حالياً هو نفس الزيت المحتكر سابقاً. وقد اضطر المضاربون إلى تصريف هذه الكميات بأسعار متدنية مع اقتراب الموسم الجديد، خوفاً من تكبّد خسائر فادحة عند بدء طرح إنتاج الموسم الوفير المتوقع.

دعوات لتشديد الرقابة الحكومية

أعاد هذا الجدل إلى الواجهة المطالبة بتفعيل آليات المراقبة الحكومية بشكل صارم. ويطالب المواطنون الجهات الوصية، وعلى رأسها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، بـتكثيف عمليات التفتيش والرقابة على جودة الزيوت، سواء تلك المعروضة في الأسواق التقليدية أو عبر الإنترنت. الهدف من ذلك هو الحد من أي حالات غش محتملة قد تهدد الصحة العامة.

وفي ظل استمرار العروض المغرية التي تجذب الباحثين عن التوفير، يبقى السؤال الجوهري: كيف يمكن التوفيق بين ضمان حصول المستهلك على منتج بسعر مناسب وفي متناول الجميع، وبين الحفاظ على معايير الجودة، والسلامة الغذائية، والنزاهة التجارية؟ يجب العمل لضمان ألا يتحول زيت الزيتون، الذي يعتبر ركيزة التغذية المتوسطية، إلى مصدر قلق وتهديد لصحة الأسر.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة