فقد دوار النواصر بجماعة سيدي بوزيد بإقليم شيشاوة خمسة من خيرة أبنائه يوم الأربعاء، في حادث مروع هز المنطقة بأكملها. أربعة من الضحايا ينتمون إلى عائلة واحدة، وقد لقوا حتفهم اختناقاً داخل حفرة صرف صحي تقليدية، فيما فقد جارهم حياته أثناء محاولة إنقاذهم.
لحظة تحولت إلى فاجعة عائلية
بدأت المأساة عندما سقط رب الأسرة داخل المطمورة أثناء محاولة تنظيفها. هذه الحفر التقليدية، المعروفة بتراكم الغازات السامة فيها، تحولت في ثوانٍ إلى مصيدة مميتة.
صراخ الأب دفع ابنيه وبنته إلى الركض في محاولة يائسة لإنقاذه. لكنهم لم يتمكنوا من التفكير في الخطر الداهم، حيث باغتتهم الغازات القاتلة، ليفقدوا الوعي تباعاً ويسقطوا في قاع الحفرة. وفي ذروة الفاجعة، هب جارهم لنجدة العائلة المنكوبة، ليلقى المصير ذاته، وتتحول المطمورة إلى “كمين صامت” يبتلع خمسة أرواح بريئة.
صعوبات في الإنقاذ والتحقيق جارٍ
انتقلت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية فور إشعارها بالحادث، لكن المهمة كانت صعبة للغاية. عانى فرق الإنقاذ لساعات طويلة بسبب ضيق فتحة الحفرة وعمقها، والكثافة العالية للغازات المنبعثة. وبعد جهد جهيد، وبمساعدة من الأهالي، تم انتشال الجثامين ونقلها إلى المستشفى الإقليمي بمراكش لإجراء التشريح الطبي.
في الأثناء، فتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقاً قضائياً تحت إشراف النيابة العامة للكشف عن كافة ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.
خلفت هذه المأساة حزناً عميقاً وشاهداً على الترابط في الدوار، حيث عمّ البكاء والنحيب على فقدان هذه العائلة وجارها، الذين كانوا معروفين بحسن سمعتهم.
السكان اعتبروا هذه الفاجعة بمثابة صرخة مدوية موجهة للسلطات، تطالب بإنهاء الاعتماد على هذه الطرق التقليدية والخطرة. فالحوادث المميتة المتكررة في المناطق القروية بسبب غياب البنى التحتية الحديثة للصرف الصحي ووجود المطمورات، أصبحت تهدد حياة الأسر.
لقد أكدت هذه الكارثة على الحاجة الملحة لتدخل عاجل لتوفير حلول آمنة ومستدامة للتطهير السائل في القرى والمداشر، لضمان ألا تحصد “الغازات الصامتة” المزيد من الأرواح.
