شهدت جماعة تيسة بإقليم تاونات توتراً سياسياً لافتاً، وذلك في أعقاب الإعلان الملكي بتكليف وزارة الداخلية بالإشراف على انتخابات 2026. فبينما يرى البعض في هذا القرار ضمانة للنزاهة، بدأت أصوات من “بعض الأحزاب السياسية” تتردد بالرفض، متهمة بـ*”تجييش ساكنة” في تيسة كجزء من مناورة انتخابية مبكرة.
وفي خضم هذا الاستقطاب الحاد، خرجت أكثر من 30 جمعية من جمعيات المجتمع المدني في تيسة ببيان موحد، هو بمثابة رصاصة في جسد دعوات “التحريض والتجييش السياسي” لتنظيم احتجاجات. البيان، الذي حصلت “فايس بريس” على نسخة منه، وصف هذه الدعوات بأنها تحمل “مغالطات وتزييفاً للحقائق” وتستهدف خلق “انطباع زائف بوجود أزمة في الجماعة” لأغراض سياسية ضيقة مع اقتراب الموعد الانتخابي.
بيان المجتمع المدني: “مخططات مكشوفة” واستغلال مرفوض
أبدت الجمعيات في بيانها استنكاراً قوياً لاستغلال الظرف الراهن لتحقيق “أغراض سياسية ضيقة”، مؤكدة أن “هذه المخططات باتت مكشوفة لدى ساكنة تيسة التي تدرك جيداً دوافعها ومن يقف وراءها”. هذا التصريح الناري يشير بأصبع الاتهام بشكل مباشر إلى القوى السياسية التي لم تتقبل الدور الجديد لوزارة الداخلية في العملية الانتخابية.
كما لم يفت الجمعيات الإشادة بـ*”المجهودات التنموية”* التي يقوم بها المجلس الجماعي الحالي لتيسة، مشيرة إلى أن المجلس “قطع مع أشكال الابتزاز والاستغلال” التي عانى منها المواطن لسنوات طويلة. هذا الدعم الصريح للمجلس الحالي يأتي ليضع خطاً فاصلاً بين العمل التنموي الفعلي والحراك السياسي المشبوه الذي تحركه أجندات حزبية.
تيسة على صفيح ساخن: تنمية تقابلها دعوات للفتنة
أكدت الجمعيات أن تيسة تشهد حالياً أوراشاً تنموية مهمة، مسلّطة الضوء على مشاريع حيوية كـتوفير الماء الصالح للشرب من سد إدريس الأول، وبناء وتأهيل المستشفى المحلي، وإنشاء مراكز اجتماعية وتكوينية، ومركز لتصفية الدم، بالإضافة إلى مشاريع إعادة تأهيل الشوارع والأزقة. واعتبرت أن هذه المشاريع لاقت “استحساناً كبيراً” من قبل الساكنة.
في المقابل، أكد المجتمع المدني أن جمعياته تعمل بشكل مؤسساتي في توجيه مطالبها للسلطات والمجلس الجماعي، وأن التجاوب “يتم بشكل إيجابي”، ما يدحض مزاعم وجود أزمة مستفحلة في تسيير الشأن العام المحلي.
وفي ختام البيان، وجهت الجمعيات نداءً حازماً للسلطات المحلية والإقليمية بـالتدخل لوقف هذه “التجاوزات والتحريض”، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على استقرار جماعة تيسة وتعزيز روح التضامن والتعاون لخدمة الصالح العام.