بدموع الوداع: الجالية المغربية ببرشلونة تودع قنصلها الديناميكي الشريف الشرقاوي وتستقبل نزهة الطهار أول امرأة في المنصب

فايس بريس26 سبتمبر 2025آخر تحديث :
بدموع الوداع: الجالية المغربية ببرشلونة تودع قنصلها الديناميكي الشريف الشرقاوي وتستقبل نزهة الطهار أول امرأة في المنصب

ابراهيم ابركان 

سادت مشاعر الوداع المؤثرة أرجاء القنصلية العامة للمملكة المغربية ببرشلونة مساء اليوم الجمعة 26 سبتمبر 2025، حيث اجتمعت حشود من أبناء الجالية المغربية لتوديع الشريف الشرقاوي، القنصل العام للمملكة، الذي يغادر منصبه بعد فترة حافلة بالجهد والعمل الميداني.

وداع حار لقنصل “الباب المفتوح”

القنصل الشريف الشرقاوي، الذي عُرف بـ*”قنصل الباب المفتوح“، استطاع خلال توليه المسؤولية أن يحفر اسمه في ذاكرة الجالية بفضل ديناميكيته القوية وحضوره الميداني الفعال* في إقليم كتالونيا. فقد اشتهر بكسر حواجز البيروقراطية، حيث ظل مكتبه مفتوحًا لاستقبال أفراد الجالية، وحرص على فتح قنوات تواصل مباشرة، لا سيما في الملفات الحساسة أو الطارئة.

لم تقتصر جهود الشرقاوي على الخدمات التقليدية؛ بل أطلق عدة مبادرات إدارية واجتماعية ساهمت في تحسين ظروف المغاربة المقيمين. كما شهدت فترة إشرافه تنظيم أيام قنصلية استثنائية خارج المقر الرسمي، وهو ما ساهم بشكل فعال في تبسيط المساطر وتخفيف الضغط الإداري عن الجالية، وهو ما أكسبه تقديرًا واسعًا من مختلف الفاعلين الجمعويين والمؤسسات المحلية الإسبانية.

نزهة الطهار: وجه دبلوماسي بارز وأول امرأة في المنصب

في خطوة تاريخية ومُنتظرة، تم تعيين الدبلوماسية المغربية البارزة نزهة الطهار قنصلًا عامًا جديدًا للمملكة المغربية ببرشلونة، لتخلف بذلك الشريف الشرقاوي. ويحمل هذا التعيين أهمية مضاعفة؛ إذ تصبح الطهار أول امرأة تتولى هذا المنصب في واحدة من أكبر القنصليات المغربية في أوروبا، نظرًا للحجم الكبير للجالية المقيمة في كتالونيا.

تُعد نزهة الطهار، التي شغلت سابقًا منصب مديرة مديرية الشؤون الأمريكية بوزارة الخارجية، ووصلت إلى هذا المنصب في سبتمبر 2025، واحدة من أبرز الوجوه الدبلوماسية التي بصمت مسارها بـالكفاءة وروح المبادرة. فخلال فترة عملها كقنصل عام بمدينة فيرونا الإيطالية، تبنت “مقاربة القرب” في خدمة الجالية، حيث أطلقت “قنصليات متنقلة” في عدة مدن أوروبية، مثل مايوركا ومينوركا بإسبانيا، مكنت آلاف المغاربة من الحصول على وثائقهم الرسمية بسهولة.

وبالإضافة إلى خدمة الجالية، عُرفت الطهار بكونها مدافعة راسخة عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية، حيث مثلت المملكة في لقاءات دبلوماسية رفيعة لتعزيز التعاون الثنائي ودعم الوحدة الترابية للمملكة.

ويُنتظر أن يساهم تعيين نزهة الطهار في تعزيز حضور المرأة المغربية في السلك الدبلوماسي، وأن يُعطي دفعة جديدة للعلاقات المغربية-الإسبانية على المستوى القنصلي، خاصة في تطوير آليات القرب والفعالية في العمل الإداري، مستفيدة من خبرتها وحنكتها في خدمة المواطنين والدفاع عن المصالح العليا للوطن.

لقد كانت لحظة الوداع تأكيدًا على نجاح الشريف الشرقاوي في بناء جسور من الثقة والتواصل، بينما تُرحب الجالية المغربية ببرشلونة بالقنصلة الجديدة نزهة الطهار، التي ترفع سقف الآمال والتطلعات نحو مرحلة جديدة من الخدمة القنصلية الفعالة والمُقربة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة