شهد لقاء حزبي لحزب الحركة الشعبية مؤخراً تصريحات نارية للأمين العام للحزب، ووزير الشباب والرياضة الأسبق، محمد أوزين، الذي كشف عن واقع مرير يعيشه قطاع الصحة في البلاد، مستنداً إلى تجربة شخصية مأساوية عاشها مع والدته المتوفاة. فقد استغل أوزين منبره للتنديد بالوضع “المتردي” للخدمات الصحية، خاصة في القطاع الخاص الذي وصف ممارساته بـ “الابتزاز”.
وكشف أوزين أن والدته عانت من تدهور خدمات القطاع حينما أصيبت بـ نوبة قلبية حرجة. فبعد أن اضطر لنقلها إلى إحدى المصحات الخاصة بالعاصمة الرباط، صُدم بمطالب إداريي المصحة الذين طلبوا منه شيكاً على سبيل الضمان المالي قبل الشروع في تقديم العلاج.
ما زاد الأمر سوءاً، وأثار امتعاض الأمين العام للحزب، هو الإصرار غير الإنساني على الإجراءات المالية. فبعد أن قام فعلاً بمنح الشيك، عاد إليه أحد العاملين ليطالبه بـ “تصحيح إمضائه” على الشيك، وهو ما اعتبره أوزين أمراً غير مقبول على الإطلاق في اللحظات التي كانت فيها والدته “تواجه الموت”.
هذه الحادثة دفعت أوزين للتعبير عن استيائه الشديد من سلوك المصحات الخاصة التي تُقدم على ابتزاز المواطنين برفض استقبال الحالات المرضية الحرجة إلا بعد دفع شيك كضمان، وهو إجراء سبق لوزارة الصحة أن أكدت على عدم قانونيته.
واختتم الأمين العام لحزب “السنبلة” تصريحاته بتأكيد أن هذه المصحات الخاصة تتغيب فيها الإنسانية بصفة نهائية، وأن شغلها الشاغل ينحصر في تحقيق الربح المادي على حساب الأرواح، داعياً إلى وضع حد لهذه الممارسات التي تشوه صورة الخدمات الصحية وتزيد من معاناة المواطنين في أحلك الظروف.
