في تطور لافت للأحداث التي تشهدها عدة مدن مغربية، ردّ “جيل Z” بقوة وحسم على دعوة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، التي طالب فيها الشباب بوقف الاحتجاجات، وذلك عبر مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”.
الرد لم يكن بخطاب مضاد، بل بتنظيم رقمي سريع عكس مدى إصرار هذا الجيل على حراكه. فقد بادر مسيّرو مجموعة “الجيل Z” على تطبيق “ديسكورد” – التي تعد المنصة الرئيسية لتنظيم هذه الاحتجاجات – إلى إطلاق استفتاء داخلي فوري حول الاستمرار أو توقيف الاحتجاجات.
أغلبية حاسمة لصالح الاستمرار
شهد هذا الاستفتاء تفاعلاً واسعاً وكبيراً من طرف المنخرطين في المنصة، حيث جاءت النتائج حاسمة وذات دلالة واضحة على تجاهل دعوة التهدئة. فقد شارك في التصويت أكثر من 15 ألف شخص ولا يزال العدد في تزايد، وصوّتت أغلبية ساحقة بلغت 87 في المئة منهم لصالح الاستمرار في الاحتجاجات. في المقابل، عبّر 13 في المئة فقط عن تأييدهم لوقفها.
اعتبر متتبعون أن هذه النتيجة ليست مجرد رقم، بل هي رد سريع ومباشر على فيديو بنكيران، الذي حذّر فيه من أن استمرار الاحتجاجات “ستكون له أسوأ العواقب”. هذا التصويت الرقمي يعكس بوضوح إصرار شباب “الجيل Z” على المضي قدماً في حراكهم، مؤكدين أن أصواتهم ومطالبهم لا يمكن إسكاتها بخطابات سياسية أو دعوات تحذيرية وتهدئة.
تأكيد على السلمية ونبذ العنف
من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أن نفس المجموعة على تطبيق “ديسكورد” كانت قد تبرأت بشكل قاطع من أحداث العنف والتخريب التي شهدتها مجموعة من المدن والأقاليم بالتزامن مع الاحتجاجات. وأكدت المجموعة في بلاغ رسمي لها على سلمية حراكها، مشددة على التمسك بمبدأ “لا كلام نابي ولا إهانات، ولا شغب ولا تخريب للممتلكات العامة والخاصة، ولا تراجع عن السلمية”.
هذا التمييز بين المطالب المشروعة والتنظيم السلمي من جهة، وأعمال التخريب من جهة أخرى، يؤكد أن قيادة “جيل Z” تسعى للحفاظ على طابع احتجاجي سلمي ومنظم، في مواجهة المخاوف والتحذيرات الصادرة عن شخصيات سياسية مثل بنكيران.
الكرة الآن في ملعب الحكومة والمؤسسات المعنية، إذ يطرح الرفض القاطع لدعوة التوقف سؤالاً جوهرياً حول كيفية التعامل مع هذا الجيل الجديد من الحراك الشبابي الرقمي، الذي يمتلك أدواته الخاصة للتنظيم والتعبير عن الإرادة الجماعية.