أين ذهب “مؤثرو” الوطن؟ صمت “النجوم الزائفة” أمام صرخة الشباب!

فايس بريسمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
أين ذهب “مؤثرو” الوطن؟ صمت “النجوم الزائفة” أمام صرخة الشباب!

اخزو زهير 

في لحظة فارقة كان ينتظر فيها الشارع المغربي صوتاً قوياً يعكس نبضه وهمومه، خيَّم صمت مُطبق ومخزٍ على الفئة التي نصّبت نفسها “واجهة” و”ضميراً” للجيل: المؤثرون المغاربة.

بينما كان مئات الشباب ينظمون مسيرات احتجاجية سلمية، مطالبين بأبسط حقوقهم الدستورية – الصحة والتعليم – كانت شاشات الهواتف تُظهر هؤلاء المؤثرين منشغلين بالترويج لمنتجات تجميلية، أو استعراض حفلاتهم الصاخبة، أو الانخراط في “تحديات” سخيفة لا تُسمن ولا تُغني من جوع. وكأن صرخات الواقع لا تستحق حتى ‘إيموجي’ تعاطف عابر!

“النزاهة” على المحك: الوجه الحقيقي لـ”مؤثري التافهات”

لطالما تغنّى هؤلاء المؤثرون، سواء داخل أرض الوطن أو خارجه، بـ “الغيرة على الوطن” و “النزاهة”، مستخدمين هذه الشعارات الرنانة كوقود لزيادة رصيدهم الجماهيري. لكن الاختبار الحقيقي كشف المستور: هي ليست “غيرة” على وطن، بل “غيرة” على الإعلانات المدفوعة، والـ (Super Chat)، وعدد المشاهدات (Views) التي تضمن استمرارية “البزنس” الشخصي.

لقد اختار هؤلاء “النجوم الزائفة” الغياب التام عن المشهد، مضحّين بمسؤوليتهم الأخلاقية في التأثير، مفضلين البقاء في المنطقة الرمادية الآمنة، خوفاً من أي “ديسلايك” قد يُنقص من شعبيتهم التجارية، أو أي كلمة قد تُغضب المعلنين أو السلطات. هذا الصمت المطبق ليس مجرد تجاهل للأحداث؛ إنه خيانة صريحة لدورهم المفترض وللآلاف الذين يتابعونهم على أمل رؤية محتوى هادف يلامس قضاياهم الحقيقية.

الصحافة: الشعلة التي لم تنطفئ

على النقيض من هذا التخاذل الرقمي، سطعت شعلة الصحافة الجادة والمهنية. في ظل الفراغ الذي تركه “جيش المؤثرين”، تحملت الطواقم الصحفية، في الميدان وخلف الشاشات، العبء الأكبر في تنوير الرأي العام. كانت الكاميرات والأقلام هي التي نقلت صوت المحتجين بصدق وحرفية، ورصدت مطالبهم المشروعة، ووفرت مساحة للحوار والنقاش الجاد.

لقد أكدت هذه الأحداث مرة أخرى أن السلطة الرابعة تظل هي الحصن المنيع للمواطن، بينما المؤثرون، بأغلبيتهم، ما هم إلا فقاعات رقمية تنفجر فور ملامستها لحرارة قضايا الوطن الحقيقية.

سؤال الختام: إذا كان “مؤثرونا” يتهربون من قضايا الصحة والتعليم التي تهم مستقبلهم ومستقبل أطفالهم، فمتى سيعيدون النظر في قيمة “التأثير” الحقيقي؟ وهل سيستمر الجمهور في منح اللايكات لمن تخاذل عن نصرة قضاياه الجوهرية؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة