شن نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، هجوماً لاذعاً على الأداء الحكومي الحالي، واصفاً إياه بـ “الفشل” في التعامل مع التحديات الاجتماعية والمقترحات البناءة للمعارضة. وجاء هذا الانتقاد الصريح خلال أشغال الجامعة السنوية للحزب التي اختتمت فعالياتها يوم أمس السبت.
تضامن مع “جيل زد” ومطالب “الكرامة”
لم يكتفِ بنعبدالله بتوجيه سهام النقد للحكومة، بل أعلن تضامنه الكامل مع الاحتجاجات السلمية التي يقودها شباب “جيل زد”، معتبراً أن هذه الفئة العمرية تشكل “واجهة أساسية يتعين الإصغاء إليها والتحاور معها” حول تطلعاتها ورؤيتها لمستقبل البلاد.
وأكد الأمين العام لحزب “الكتاب” أن الحزب كان واعياً منذ سنوات بوجود تحول مجتمعي عميق، مشدداً على أن استيعاب هذا التحول يمر حتماً عبر الإنصات إلى الأجيال الجديدة، والاعتراف بـ “النقائص والهفوات” والعمل على ربط الصلة بهم. وأشار إلى أن حزب التقدم والاشتراكية قد منح الشباب فرصاً متعددة لتفجير طاقاتهم على مختلف المستويات.
وشدد بنعبدالله على أن مطالب الشباب اليوم، وفي مقدمتها شعار “الكرامة”، لا يجب أن تبقى مجرد شعارات، بل “يجب أن تتحول إلى فعل وسياسات عمومية عملية”. هذه السياسات، بحسبه، يجب أن تركز على ملفات أساسية كـ الصحة والتعليم ومحاربة الفساد وتضارب المصالح، بهدف بناء “فضاء اقتصادي واجتماعي وسياسي نظيف، يرقى إلى طموحات الأجيال الصاعدة”.
انتقاد “الشعارات الفارغة” وغياب التواضع
في سياق هجومه على الحكومة، انتقد بنعبدالله بشدة اعتمادها على “شعارات فارغة” لا تحمل مضموناً فعلياً، مثل “النموذج التنموي الجديد” الذي وصفه بأنه “حضر كعنوان وغاب كمضمون”، و “الدولة الاجتماعية” التي رأى أنها “غابت بدورها لدى جزء كبير من مكونات الأغلبية”.
اللافت كان انتقاده لـ “غياب التواضع” لدى الحكومة، التي تكتفي، وفقاً له، بالحديث عن نجاحاتها المزعومة دون أن “تعترف بالأزمات الاجتماعية الحادة”. واستدل بنعبدالله على ذلك بـ ارتفاع معدلات البطالة وتراجع أعداد المستفيدين فعلياً من نظام التغطية الصحية، وهو ما يتناقض مع خطابها المتفائل.
وفي الختام، شدد بنعبدالله على أن المرحلة المقبلة، مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، تتطلب “فتح نقاش وطني واسع يكون الشباب في صلبه”. واعتبر أنهم يمثلون “قوة فاعلة قادرة على صياغة مستقبل المغرب، وبناء مشروعه الديمقراطي والاجتماعي على أسس جديدة”.
