“جيل زاد 212” على “ديسكورد”: اختفاء غامض لمجموعة التنسيق المركزية وتحول إلى تتبع “المعتقلين”

فايس بريس12 أكتوبر 2025آخر تحديث :
“جيل زاد 212” على “ديسكورد”: اختفاء غامض لمجموعة التنسيق المركزية وتحول إلى تتبع “المعتقلين”

في تطور لافت للأحداث التي تعرفها الساحة المغربية منذ اندلاع احتجاجات “جيل زاد 212″، شهد تطبيق “ديسكورد” خلال الساعات الماضية اختفاء مفاجئاً للمجموعة المركزية التي كانت تشكل القلب النابض للتنسيق بين آلاف الشباب المشاركين في التعبئة الرقمية والميدانية. اختفت المجموعة، التي كانت تضم قنوات فرعية تحمل أسماء المدن المغربية وتستخدم لتنظيم التحركات والوقفات، بشكل كامل دون سابق إنذار، تاركة خلفها تساؤلات كثيرة حول أسباب هذا التوقف الغامض.

تحول في البوصلة الرقمية

وبحسب ما رصده متابعون، فقد تم تعويض تلك المجموعة بأخرى جديدة تحمل اسم “معلومات المعتقلين”. ورغم أنها تضم بدورها قنوات فرعية موزعة حسب المدن، إلا أنها تختلف جوهرياً من حيث المحتوى والغاية، إذ باتت النقاشات داخلها تدور حول جمع المعطيات المتعلقة بالأشخاص الذين يعتقد أنهم اعتقلوا خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة. ويتم ذلك عبر تبادل بعض الأعضاء لأسماء ومعلومات يقال إنها تعود لموقوفين، فيما يناقش آخرون مواضيع بعيدة كل البعد عن الأهداف التنظيمية السابقة.

من التعبئة إلى التوثيق

ويعكس هذا التحول في طبيعة النشاط الرقمي انتقال الحركة من مرحلة التعبئة الميدانية إلى مرحلة توثيق ومتابعة ما تصفه بـ”الاعتقالات التعسفية”، وذلك بعد أن شهدت مدن مغربية عدة مواجهات عنيفة بين بعض المخربين الجانحين وقوات الأمن.

وكانت حركة “جيل زاد” قد أعلنت في وقت سابق عن تعليق احتجاجاتها مؤقتاً لما وصفته بـ”الاستراحة التنظيمية”. وقد جاء اختفاء المجموعة الرئيسية على “ديسكورد” ليزيد من حيرة المتتبعين الذين تساءلوا عن دوافع هذا القرار. هل يتعلق الأمر بإجراء أمني تم اتخاذه ضد المجموعة المركزية على التطبيق؟ أم هو قرار داخلي اتخذته القيادة المجهولة للحركة لحماية أعضائها من الاختراق والتتبع في ظل التصعيد الأمني الأخير؟

تبقى الإجابة على هذه التساؤلات معلقة، في انتظار ما ستكشف عنه الأيام القادمة من طبيعة نشاط “جيل زاد 212” الرقمي، بعد أن انتقلت الحركة من مرحلة الاحتجاج الصاخب إلى مرحلة المتابعة والتوثيق الهادئة.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة