قال وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، الأربعاء 15 أكتوبر 2025 بفاس، إن المغرب شهد، خلال السنوات الأخيرة تحولات عميقة في مجال النقل، خاصة على مستوى الربط بين المدن وتنقل الأشخاص والبضائع.
وفي نفس السياق، توقف الوزير عند المشاريع الكبرى المنجزة أو قيد الإنجاز في القطاع السككي، ولاسيما مشروع القطار فائق السرعة، مبرزا أن الملك محمد السادس أشرف مؤخرا على إطلاق محور القنيطرة-مراكش، الذي يمتد على مسافة 430 كلم، بما يعزز الربط بين شمال المملكة ووسطها وجنوبها، إلى جانب مشروع الشبكة السريعة بجهة الدار البيضاء، كحل مبتكر للتنقل الحضري وشبه الحضري.
إلى جانب ذلك، أبرز الوزير قيوح الدينامية المتواصلة التي يشهدها قطاع النقل الجوي، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز فعاليته وتنافسيته إقليميا ودوليا، موضحا أنه تم اعتماد استراتيجية طموحة لرفع القدرة الاستيعابية للمطارات الوطنية إلى 80 مليون مسافر سنويا في أفق 2030، مع جعل مطار محمد الخامس بالدار البيضاء منصة محورية تربط إفريقيا بباقي أنحاء العالم.
وسجل الوزير أيضا أن هذه الرؤية تشمل تطوير النقل الجوي عبر توسيع أسطول الخطوط الملكية المغربية، بما يسهم في تحسين الربط بين مختلف جهات المملكة وتعزيز جاذبيتها السياحية والاقتصادية.
وعلى مستوى النقل الحضري للبضائع بالمدن الكبرى، ومنها فاس، أكد قيوح على أهمية عقلنة وتحديث أساليب التوزيع، من خلال إحداث مناطق لوجستية محيطية، على غرار مشروع المنطقة اللوجستية بـ”راس الماء” الممتدة على 32 هكتارا، والتي ستسهم في تجميع وتوزيع البضائع خارج المدار الحضري، مما سيمكن من تقليص الضغط على وسط المدينة وتحسين انسيابية نقل السلع نحو الأسواق والمراكز التجارية.
وفي سياق متصل، أوضح أن الوزارة تعمل، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، على إنجاز دراسة استراتيجية لإعداد ميثاق وطني للتنقل المستدام والشامل في أفق 2035، سيكون بمثابة إطار مرجعي لتنسيق جهود جميع الفاعلين قصد بلوغ أهداف التنقل المستدام.
وختم الوزير كلمته بالتأكيد على أن المغرب يقترب من مرحلة حاسمة في مساره التنموي، استعدادا لمواعيد دولية كبرى، وفي مقدمتها كأس العالم 2030، مبرزا أن المملكة تستعد لإبراز قدرتها على بناء نظام تنقل مندمج وآمن وشامل.
من جانبه، قال الأمين العام للجمعية العالمية للطرق، باتريك ماليجاك، في مداخلة عبر تقنية التناظر المرئي، إن تنظيم هذه الندوة بفاس يشكل “دليلا إضافيا على الدينامية التي يشهدها المغرب وعلى تميز علاقات التعاون القائمة”، مذكرا بأن المغرب يعد من بين الدول المؤسسة للجمعية.
وأردف أن المملكة ستحتضن سنة 2027 أول مؤتمر دولي للجمعية حول الجسور، مبرزا دور هذه المنظمة في نشر الممارسات الفضلى وتطوير أدوات فعالة لدعم القرار في مجال الطرق والنقل الطرقي.
من جهة أخرى، شدد رئيس الجامعة الخاصة لفاس، محمد عزيز لحلو، على أن هذه الندوة تندرج في إطار دينامية وطنية قوية يقودها الملك محمد السادس، وتهدف إلى تقليص الفوارق المجالية، وتعزيز التماسك الاجتماعي، ودعم تنمية متوازنة وشاملة بمختلف جهات المملكة.
كما أكد على أن التنقل والولوجية لم يعودا مجرد قضايا مرتبطة بالبنية التحتية، بل أضحيا رهانا للعدالة الاجتماعية والإنصاف المجالي والاستدامة البيئية، مبرزا الدور الذي تضطلع به الجامعة، إلى جانب مهامها التعليمية، كفاعل في التنمية الترابية، وفضاء للتفكير والابتكار، وشريك في التحول الحضري والاجتماعي.
ويشار إلى أن أشغال هذه الندوة الدولية تتواصل على مدى ثلاثة أيام، بمبادرة من الجمعية المغربية الدائمة لمؤتمرات الطرق، بشراكة مع الجمعية العالمية للطرق والجامعة الخاصة لفاس، وتحت إشراف وزارة التجهيز والماء.




