رئيس جماعة عين البيضاء يُفجرها في فاس: رشيد الهرد في قلب الشارع… ونخبة المدينة “تكتفي” بـ “ولاء فيسبوكي” بارد

فايس بريسمنذ ساعتينآخر تحديث :
رئيس جماعة عين البيضاء يُفجرها في فاس: رشيد الهرد في قلب الشارع… ونخبة المدينة “تكتفي” بـ “ولاء فيسبوكي” بارد

في مشهد وطنيّ مهيب ونادر، تحوّل الاحتفال التاريخي لمدينة فاس بقرار الأمم المتحدة الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، إلى محاكمة صامتة للمسؤولين الغائبين، بطلها رئيس جماعة عين البيضاء، رشيد الهرد. فبينما كانت شوارع العاصمة العلمية تضجّ بـ “طوفان الفرح” الجماهيري الذي يؤكد مغربية الصحراء والانتصار الدبلوماسي الحكيم لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لم يكن الهرد مجرد محتفل، بل كان الاستثناء الذي أضاء عتمة الغياب.

لم يكتفِ رشيد الهرد بالتهنئة الخجولة خلف شاشات التواصل الاجتماعي؛ بل اختار لغة الفعل، قاطعاً كل الأعذار والبروتوكولات. قاد الهرد حشوداً تجاوزت الألف مواطن من جماعته، انطلقت في مسيرة عفوية ومُعلنة من ضواحي فاس نحو قلب المدينة، حاملين الأعلام المغربية وشعارات الولاء للملك والوطن. كان مشهده وسط الجماهير الفاسية، التي احتفلت بالقرار الأممي كـ انتصار للرؤية الملكية السديدة، درساً عملياً في الوطنية الحقة.

> مفارقة المشهد: في الوقت الذي كان فيه الآلاف يملؤون الساحات احتفالاً بالحدث الذي يرسم مستقبل الأمة، كان الغياب الكليّ يخيّم على نُخب فاس السياسية: برلمانييها ورؤساء جماعاتها، بمن فيهم رئيس مجلس المدينة، الذين آثروا “خندق” التدوينات الفيسبوكية الباهتة، مكتفين بـ “تغريدات” باردة لم تُدفئ حماس الشارع.

تلك الصور التي انتشرت كالنار في الهشيم لرئيس جماعة عين البيضاء وهو يرفع الراية الوطنية بيديه وسط جموع المواطنين، تُعتبر اليوم صك اتهام صريح لكل مسؤول اكتفى بدور المتفرج.

هل يُقاس حب الوطن بالمنشورات الافتراضية؟ أم بالنزول إلى الميدان ومشاركة الشعب نبضه وفرحه؟

رشيد الهرد أجاب بلسان الحال لا المقال: الولاء للملك والوطن يُعاش في الميدان وبين الناس، لا يُكتب في التدوينات ولا يُختبأ خلف المناصب. لقد جسّد الهرد المعنى الحقيقي لـ التمثيلية الشعبية التي لا تفرق بين مواطن بسيط ومسؤول منتخب، مذكّراً النخبة بأن “المسؤول ليس من يخطب تحت القبة، بل من يكون حاضراً حين يدقّ نبض الوطن”.

لقد حفر رئيس جماعة عين البيضاء في هذا اليوم التاريخي موقفه الاستثنائي في ذاكرة فاس والمغرب كله. هذا الحضور القوي لم يكن مجرد مشاركة، بل هو تأكيد على الروح الوطنية العالية وإيمان عميق بأن قضية الصحراء هي قضية وجود وهوية لا مجرد ملف سياسي.

رشيد الهرد لم يكن رئيساً لجماعة فقط، بل كان في تلك اللحظة نموذجاً للمسؤول الصادق الذي أثبت أن المواطنة ليست مجرد شعار، بل سلوك وموقف في لحظات الحسم، مُقدماً درساً قاسياً ومُلهماً لكل من اكتفى بالفرجة من خلف الأضواء.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة