بوشرة البوزياني
في خطوة نوعية تحمل دلالات قوية على تسريع وتيرة التنمية القروية، شهدت جماعة الهري بإقليم خنيفرة سلسلة من الأنشطة ذات الطابع الاستراتيجي، تجسدت في إطلاق وتتبع عدد من المشاريع الطرقية المهيكلة التي ستسهم بشكل مباشر في تحسين البنية التحتية، وتسهيل التنقل، والرفع من جودة الخدمات المقدمة للساكنة.
وتأتي هذه الأوراش في سياق الدينامية التنموية التي يعرفها الإقليم، وضمن رؤية تسعى إلى تعزيز الربط المجالي بين الدواوير والمراكز، وفك العزلة عن الساكنة القروية، وخلق توازن تنموي يستجيب لمتطلبات الحاضر وتحديات المستقبل.
مشروع تهيئة الطريق الرابطة بين سيدي سعيد ودوار أمدغوس… مطلب مجتمعي يرى النور
تميز البرنامج بتقديم ورقة تقنية مفصلة حول مشروع تهيئة الطريق غير المصنفة الرابطة بين سيدي سعيد ودوار أمدغوس، وهو المحور الذي لطالما شكل مطلباً ملحاً لساكنة المنطقة، نظراً لمعاناتهم مع صعوبة التنقل، خاصة في المواسم الماطرة.
ويأتي هذا المشروع المنتظر ليضع حداً لمعاناة امتدت لسنوات، وليفتح نافذة نحو تحسين ظروف العيش، وتسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية، التعليمية، والتجارية، وضمان انسيابية الحركة بين الدواوير المجاورة.
الطريق الوطنية رقم 8.. انطلاقة أشغال التقوية والتوسيع بين لهري وتيغسالين
وفي لحظة حملت رمزية قوية للتنمية والإعمار، أُعطيت الانطلاقة الرسمية لأشغال تقوية وتوسيع الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين لهري وتيغسالين، والتي تُعتبر شرياناً أساسياً يربط شمال الإقليم بجنوبه ويحتضن حركة مرورية مكثفة.
هذا المشروع، الذي يندرج ضمن تأهيل المحاور الطرقية الوطنية، سيُسهم في تحسين السلامة الطرقية، وتقليص حوادث السير، وتعزيز جاذبية المنطقة اقتصادياً وسياحياً، وهو ما سيجعل منه رافعة أساسية للنمو المحلي ويمنح الجماعة إشعاعاً تنموياً جديداً.
منشأة فنية جديدة على واد سرو… أولوية لحماية الأرواح وضمان استمرارية التنقل
الزيارة الميدانية شملت أيضاً معاينة مشروع إعادة بناء منشأة فنية على مستوى واد سرو بالطريق الوطنية رقم 8، وهو المشروع الذي يحمل أبعاداً وقائية بامتياز، نظراً لما يشكله المقطع من تحديات خلال فترات التساقطات المطرية القوية.
ويهدف هذا المشروع إلى ضمان عبور آمن ومستدام، وتقوية البنية الطرقية أمام تقلبات المناخ، وحماية مستعملي الطريق من مخاطر السيول، بما يعزز استمرارية التنقل طيلة فصول السنة.
⸻
رؤية تنموية تُنصت لحاجيات المواطن وتستشرف المستقبل
هذه المشاريع، التي تُضاف إلى غيرها من المبادرات التي تستهدف البنية التحتية بالعالم القروي، تُجسد التزام الفاعلين الترابيين بتحقيق تنمية حقيقية قائمة على الإنصاف المجالي، وتكريس العدالة في توزيع المشاريع، وجعل المناطق القروية شريكاً أساسياً في مسلسل التنمية.
فجماعة الهري اليوم، ليست فقط فضاءً جغرافياً، بل ورش مفتوح على المستقبل، يحمل رؤية تجعل من الطريق قاطرة للتنمية، ومن التنمية جسراً نحو الكرامة والاستقرار والعيش الكريم




