بوشرة البوزياني
خلدت ساكنة إقليم خنيفرة، صباح اليوم الخميس بجماعة الهري، الذكرى الحادية عشرة بعد المائة لمعركة لهري المجيدة، وهي إحدى المحطات البارزة في مسار الكفاح الوطني ضد الاستعمار، والتي بصمها المقاوم موحا أوحمو الزياني ورجال قبائل زيان ببطولات ستظل خالدة في الذاكرة المغربية. وشهدت المناسبة تنظيم مهرجان خطابي رسمي حضره عامل الإقليم السيد محمد عادل إهوران، إلى جانب ممثل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وعدد من المنتخبين والفعاليات المدنية والعسكرية وأفراد أسرة المقاومة.
وخلال هذا الحدث الوطني استحضر الحاضرون الدلالات التاريخية العميقة لمعركة لهري، وما حملته من دروس في الصمود والتضحية والوحدة، مؤكدين أن الاحتفال بهذه الذكرى هو تجديد للعهد على الوفاء للوطن وعلى الحفاظ على الثوابت الوطنية التي ضحى من أجلها أبناء قبائل زيان. كما شدد المتدخلون على أهمية صون الذاكرة الوطنية ونقل قيم المقاومة للأجيال الصاعدة، من خلال التعريف بتاريخ المنطقة والأدوار البطولية التي لعبها رجال الأطلس المتوسط في مواجهة القوات الاستعمارية.
وقد كانت المناسبة فرصة لزيارة الفضاء التوثيقي المخصص لعرض صور ووثائق تاريخية لمعركة لهري، حيث اطلع الحاضرون على نماذج من أرشيف المقاومة التي تبرز شجاعة قائدها موحا أوحمو الزياني والخطط العسكرية التي قاد بها هذه الملحمة الوطنية سنة 1914. كما أثنى المشاركون على الجهود المبذولة لتعزيز الوعي التاريخي وترسيخ روح الانتماء لدى الشباب، مؤكدين أن معركة لهري ليست مجرد حدث تاريخي، بل رمز لهوية المنطقة ومصدر إلهام لمواصلة البناء والتنمية.
وفي ختام هذا الاحتفاء الوطني، تمت تلاوة نص برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، قبل أن يرفع الحاضرون الدعاء ترحماً على أرواح شهداء المقاومة وجيش التحرير، في أجواء طبعتها الوطنية الصادقة واستحضار الأمجاد التي صنعتها قبائل زيان، وتجديد الالتزام بمواصلة مسار التنمية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك.
