تتواصل التحقيقات الأمنية المكثفة بمدينة طنجة مع الناشط المعروف على منصات التواصل الاجتماعي، “مولينيكس”، وذلك عقب توقيفه بمطار مراكش المنارة مباشرة بعد وصوله إلى التراب الوطني. وقد جاء هذا التدخل الأمني بناءً على مذكرة بحث وطنية صدرت في حقه، وتتعلق بشكاية رسمية مرتبطة بإنتاجه ونشره لـ “محتويات رقمية مثيرة للجدل”.
و تفيد المعطيات المتوفرة بأن رئيس هيئة الضمير الوطني للدفاع عن حقوق الإنسان هو من تقدم بالشكاية الرسمية التي تحركت بموجبها الإجراءات القضائية. وتتمحور الشكاية حول مقاطع فيديو منسوبة للمعني بالأمر، تضمنت وفقاً لنص الشكوى “عبارات مخلة بالآداب العامة وتحريضاً صريحاً على ممارسات غير قانونية”.
وقد وضعت هذه التطورات مجدداً مسألة ضبط المحتوى الرقمي ومساءلة صنّاع المحتوى تحت مجهر النقاش العمومي والحقوقي والإعلامي المتنامي في المغرب.
تأتي قضية “مولينيكس” لتتقاطع بشكل وثيق مع ملف التيكتوكر آدم بنشقرون ووالدته، المتابعين حالياً في حالة اعتقال على خلفية تهم خطيرة، أبرزها الاتجار في البشر وتصوير مواد إباحية.
ويعتبر المحتوى المنسوب لـ “مولينيكس”، بحسب مصادر مطلعة، جزءاً من “سيناريوهات رقمية” مرتبطة بذات الملف الذي أثار ضجة واسعة واهتماماً شعبياً ورسمياً كبيراً في المملكة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
و تعمل المصالح الأمنية المختصة بمدينة طنجة حالياً على استكمال جميع مراحل المسطرة القانونية. وتشمل هذه المرحلة الاستماع للمعني بالأمر بشكل دقيق، وإجراء عملية تفريغ وتحليل شامل لجميع المقاطع الرقمية موضوع الشكاية، لتحديد مدى تطابقها وارتباطها بالتهم الموجهة إليه.
ووفقاً لمصادر متابعة للقضية، يُرتقب أن يقدم “مولينيكس” أمام أنظار النيابة العامة غداً الأحد، فور الانتهاء من مرحلة البحث التمهيدي بالكامل. وتستمر الأوساط المحلية والرأي العام في متابعة هذه القضية باهتمام بالغ، نظراً لمركزية المتهم على منصات التواصل الاجتماعي وتداخل القضية مع حدود حرية التعبير ومسؤولية صناع المحتوى في الفضاء الرقمي.
