فندق الزيزفون يحتضن محطة جديدة من مشروع “الإعلام رافعة لجيل جديد من المشاركة السياسية للنساء”
احتضن فندق الزيزفون بإفران، يوم الجمعة 21 نونبر 2025، أشغال ورشة تكوينية حول الإعلام الترابي والحكامة المحلية التشاركية، نظمَتها جمعية العلم نور للتنمية الثقافية والاجتماعية وبتعاون مع منتدى المستقبل للتربية والتنمية، في إطار مشروعها “الإعلام رافعة: جيل جديد من المشاركة السياسية للمرأة”، الممول من منظمة أوكسفام.
وقد شكلت الورشة محطة جديدة ضمن دينامية إقليم إفران وجهة فاس–مكناس في تنزيل مقاربة التنمية الترابية المندمجة، القائمة على الشفافية والحق في المعلومة وتعزيز المشاركة المواطنة.
السياق العام للورشة
أكدت مداخلات المؤطرين والفاعلين أن تعزيز حضور النساء في الحياة العامة، ودعم مهاراتهن في التواصل والترافع، أصبح ضرورة ملحّة لضمان عدالة سياسية وتمثيلية منصفة داخل المؤسسات المنتخبة.
كما توقفت الورشة عند التحولات التي تعرفها الجهة على مستوى تطوير الإعلام الترابي كأداة للتواصل مع المواطنين، تتبع المشاريع، وتجويد الحكامة المحلية. وأبرز المشاركون أن الانتقال نحو حكامة فعّالة يمر عبر إعلام مسؤول، منفتح، ومتفاعل مع قضايا المرأة والجهوية المتقدمة.
توصيات الورشة: خارطة طريق لتعزيز الإعلام الترابي والمشاركة النسائية
خلصت الورشة إلى مجموعة من التوصيات الأساسية التي تشكل أرضية عملية لتقوية منظومة الحكامة الترابية بإقليم إفران، أبرزها:
1. تطوير الإعلام الترابي
إرساء آلية دائمة للتواصل بين الجماعات الترابية ووسائل الإعلام.
إنشاء وحدات تواصل داخل الجماعات لنشر المعطيات الرسمية.
تصميم بوابة رقمية ترابية مفتوحة للمشاريع والصفقات والبيانات.
تنظيم تكوينات في الإعلام التنموي للصحفيين والفاعلين المحليين.
إعداد ميثاق محلي للإعلام الترابي لتنظيم العلاقة بين المؤسسات والصحافة.
2. تعزيز الحكامة التشاركية والشفافية
تفعيل قانون الحصول على المعلومة (31.13) داخل الجماعات.
اعتماد ميزانية المواطن لشرح المعطيات المالية بلغة مبسطة.
دعم الهيئات الاستشارية وتمكينها من أدوارها القانونية.
تعزيز المساءلة المجتمعية عبر فضاءات للحوار المفتوح.
3. دعم الرقمنة والتواصل الترابي
إعداد استراتيجية سنوية للتواصل.
اعتماد أدوات رقمية حديثة (GIS – بث مباشر – ملخصات مرئية).
إحداث خلية للتواصل خلال الأزمات.
تعزيز حضور الجماعات على المنصات الاجتماعية.
4. تعزيز حضور المرأة في المشهد المحلي
إدماج النساء في النقاشات الإعلامية حول قضايا التراب.
تمكين المنتخبات والمرشحات من مهارات التواصل والترافع.
إنشاء شبكة محلية للنساء الفاعلات تضم منتخبـات وصحفيات وفاعلات جمعويات.
توثيق التجارب النسائية الناجحة في تدبير الشأن العام.
5. توسيع الشراكات بين الإعلام والمجتمع المدني والمنتخبين
إحداث منتدى جهوي يجمع الصحافة والمنتخبين والجمعيات.
إطلاق برامج مشتركة لتتبع المشاريع وضمان الشفافية.
تعزيز آليات الوساطة في حالات التوتر بين الفاعلين المحليين والإعلام.
تطوير قواعد لتبادل المعطيات والتقارير.
ملاحظات أساسية أثارها النقاش
أبرز المشاركون خلال الورشة عدداً من الإشكالات التي تستوجب الاشتغال عليها، منها:
ضعف الرؤية التواصلية لدى الجماعات الترابية.
محدودية التكوين في الإعلام الترابي والحكامة.
محدودية حضور النساء في الفضاءات الإعلامية والسياسية.
فجوة بين ما تنشره الجماعات وما ينتظره المواطن من المعلومة.
الحاجة إلى آليات مؤسساتية دائمة للتواصل بدل المبادرات الظرفية.
أجواء الورشة وتفاعل المشاركات والمشاركين
عرفت الورشة تفاعلاً قوياً من النساء المنتخبات والفاعلات الجمعويات والصحفيين المحليين، الذين اعتبروا أن المبادرة تشكل “منعطفاً جديداً” نحو تطوير إعلام ترابي مسؤول، قادر على تعزيز مشاركة المرأة وإعطاء صوت أكبر للساكنة.
بهذه الورشة، تواصل جمعية العلم نور للتنمية الثقافية والاجتماعية تنزيل مشروعها الهادف إلى بناء جيل جديد من النساء الفاعلات في الحقل السياسي المحلي، وتطوير علاقة أكثر نضجا بين الإعلام الترابي ومجال الحكامة، بما يخدم تنمية إقليم إفران والجهة ككل.




