من المسؤول عن التفاهة في العالم الاحمر “اليوتوب”

فايس بريس9 أغسطس 2021آخر تحديث :
من المسؤول عن التفاهة في العالم الاحمر “اليوتوب”
أخزو زهير

انتشرت في السنوات الأخيرة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي و العالم الاحمر ظاهرة ما يعرف ب “البوز” أو الشهرة الاجتماعية لا سيما في دول الغرب مثل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنه للبلدان العربية نصيب من هاته الموجة فما هي أسباب هذه الظاهرة؟ وكيف نقضي على شهرة الحمقى، يقول مثل عالمي “لا دخان بلا نار” أي لا شيء من دون سبب لذا سأغوص في الأسباب المفترضة التي جعلت من أناس سذج يؤثرون على الجماهير.

تدني الوعي الفكري في البلدان العربية

عدد هائل من العرب يقبلون بشكل فظيع على اللهث وراء الفضائح والفيديوهات غير الهادفة و التافهة التي لا تعدو أن تكون ترفيهية لكن بشكل مبالغ فيه؛ فلن يستطيع أولئك المغمورون أن يصيروا نجوما من لا شيء لولا متابعتنا لهم ونشرنا لأعمالهم؛ عقولنا لا تتماشى كثيرا مع الفكر والقراءة لكنها تجد ضالتها في إشباع حاجاتها من خلال الإقبال على الاعمال التي توصف بالتافهة مثل متابعة اشخاص اكتسبوا شهرة من خلال فعل جنوني او من خلال فضيحة اقترفوها أو حتى عمل غبي او عمل الاحسان العمومي اوصلهم إلى قائمة الأعلى مشاهدة على منصة اليوتيوب إلا أن هناك أسباب كما اشرت وهي عديدة.

كل إنسان يفكر بوعي عليه ألا يضيع وقته وفكره في متابعة فضائح وسخافات وإلا يكون مساهما في تدني المستوى الثقافي

سهولة الشهرة من خلال توفر الهواتف الذكية لكل شخص

قديما كانت عملية التصوير تتطلب مالا ووقتا ولكنها تبقى خاصة لا تنشر ويحتفظ الشخص بصوره؛ اما اليوم فقد أصبح كل منا يملك كاميرا ويصور كل شيء؛ وحين يصور أتفه شيء يكون مرشحا لأن يصبح نجما من لا شيء مثلا يكفي أن يقول كلاما مضحكا يستحسنه زوار اليوتيوب للسخرية منه ويتم نشره على نطاق أوسع؛ لكن هذا لا يعني أن الأمر بريء مطلقا؛ فقد تعتزم حكومات معينة تغذية المواد التافهة لكي يزداد “الاستحمار” لدى أغلب مكونات شعوبها.

لمواجهة ظاهرة شهرة الحمقى

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” أميتوا الباطل بالسكوت عنه”؛ ونحن كمستخدمين للمواقع الاجتماعية علينا تجاهل هؤلاء لكي لا يزداد حجمهم؛ فخطورتهم أصبحت في أنهم أصبحوا قدوة للأجيال المقبلة؛ وكانت أكبر حملة مواجهة للقضاء على الظاهرة في الغرب بإطلاق حملة ” لا تجعلوا من الحمقى مشاهير” لكن لا يمكن أن نحارب ظاهرة تقوم على الجهل دون محاربة الجهل نفسه في بلداننا الإسلامية العربية.

فهل ننتهي من المساهمة في ارتفاع نسب الهزالة الاجتماعية ونعرض عن اتباع الفضائح والخوض في تتبع أعراض الغير؛ فالنفس البشرية مجبولة على حب اتباع هوى الفضائح وحشر الأنف فيما لا ينفعها فقد افلح من زكاها وكل اهتمام بمحتوى تافه لن يخدم إلا مبايعة شخص غير مفيد لكي يأخذ اهتمام الصحف والمواقع ويصبح نجما على عرش مستنقع من السخافة تغذيه بعض الصحافة التي لا يهمها سوى ربح المال مع أن دورها الرئيسي هو تثقيف العامة وليس “استبلادها” فكل إنسان يفكر بوعي عليه ألا يضيع وقته وفكره في متابعة فضائح وسخافات وإلا يكون مساهما في تدني المستوى الثقافي فلا تدع الحمقى مشاهير وقدوات فلا يشرف اطفالك أن يكون شخص مائع هو قدوتهم في الحياة وأن تبنى شخصياتهم على فعل سخيف دفع صاحبه ليكون قدوة لأطفالنا عوض أن يكون قدوتهم سيد الخلق اجمعين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة