في حضرة محتال…

فايس بريس25 يوليو 2020آخر تحديث :
في حضرة محتال…

ملف من إعداد وتوقيع الكاتب الصحفي:
ياسين الإدريسي المشيشي

في وقتنا الراهن كل من يريد أن يكسب الملايين ما عليه إلا أن يلبس ثوب الدين ويتلحف بالراية الوطنية ويتحدث بإسم الملك، ثم يلتحق بقناة أو يعمل لنفسه قناة!!!
وما أكثرهم في زمن أكل أموال الناس بالباطل…

عجيب أمر هذا الفساد الذي ملأ الآفاق ببلادنا، وغزا تقريبا كل القطاعات والمجالات الإلكترونية، حتى إستطاع أن تكون له أسماءه ورموزه التي تسرق الأضواء وتستقطب إهتمام الناس والرأي العام، وتحظى بحديث وسائل الإعلام.
فبينما كنت أتصفح مواقع التواصل الإجتماعي لإستخلاص المواد المرغوبة لمقلاتي الخبرية التي كُلفت بها في عملي هذا… فإذا بي أمام محتال بارع يقوم بأبشع الطرق لإقناع ذات اليد الطويلة على تزويده بالأموال قصد التبرع بها للمعوزين والفقراء والمحتاجين …
هنا وفي إحدى المواقع سأركز جولتي على جمع أهم المعلومات الخبرية من هذه الربحية …… تابعوا معنا التفاصيل…

يشهد المغرب في الوقت الراهن إنتشار الكثير من محترفي النصب و الدجل، الذين أفلحوا، في نشر تمائمهم الوهمية والتظاهر بفعل الخير والأعمال الإنسانية،حتى ليكاد يكون نوع من (الموضة) تؤجج لدى شريحة خاصة من الناس لهيب المنافسة والمراءآت والتطبيع معه إلى ثقافة لها روادها وضحياها وحتى أتباعها ومنفذيها الذين إختاروا أن يعاقروها، سواء بوعي أو بغير وعي، ماساهم إلى حد خطير في إنتشار النهب والسرقة الغير المباشرة وفُشوهها مع مرور الوقت بقطاعات أخرى مختلفة عنه كل الإختلاف من شبكات الاعلام وفن، وجل القطاعات المتجسدة في جوف المجتمع المغربي على وجه الخصوص.

تلك الفئة النمطية من الدجالين المزعومين يتسلحون بفكر تواصلي إحتيالي ساعدهم بشكل احترافي على توظيف الدين والوطنية والإتكال على اسم الملك بمظهر خارجي زائف، تدثرو خلفه لإرتكاب ما يرتكبونه من نهب وإستغلال لجيوب السدج من ضحاياهم ، سيما الإستنزاف المهول لأموال البسطاء خصوصا منهم الأميين والفقراء ودوي الاحتياجات الخاصة وكدا الطاعنين في السن ذووا النوايا المؤمنة والقصد الحسن.

في المغرب لدينا فئة غير قليلة تحترف التغني بثوابت الأمة و الرموز الوطنية ، و تحاول استبلاد العموم و تكميمهم عبر استعمال راية الوطن أو صورة ملك البلاد ، هؤلاء في الغالب يحترفون النصب و السرقة و استغلال النفوذ ، و يدمرون الوطن عبر الاحتماء برموزه ……، لأن رواد هذه الفئة الحقيقيون ( ) من الصعب اعتقالهم او كشفهم ، هم باقون ما بقي الجهل و الغباء و الفساد السياسي …..

وبالتالي فالوطنية هي الملاذ الأخير لكل نذل
يمكن أن نجزم كذلك قياسا أن الدين هو الملاذ الأخير لكل فاسق ، و ان الأخلاق أيضا هي الملاذ الأخير لكل ملوث ……
فكلما أسرف الشخص في التظاهر بشيء كلما أدركت انه على النقيض تماما ……

فمن هو يوسف الزروالي:

بداية إسمحو لي أن أذكركم بأنني لا أعرف السيد الزروالي، ولم يسبق لي أن إلتقيته أو على الأقل شاهدته، ولذا ليس لي معه أي مشكل حتى لا يقول أحدنا أنني أصفي معه حسابا، لكن نظرا لخطورة الأمر كان من المفروض إيضاح أمره وكشف حقيقته.

وحين أنعت يوسف الزروالي بأنه محتال دجال ،أو نصاب على حد تعبير الشارع المغربي، فهو كذلك شأنه شأن بعض أدعياء التغني بإسم الملكية وبشعار الوطنية، فيوسف الزروالي هذا، محتال لا يقل سوءا عن بعض المحتالين، وكان لنا في الجرائد الوطنية شهادة واضحة عن سيرة هذا الرجل، التي أتبتث وكتبت في حقه مقالات كثيرة تتهمه فيها بتهم إحتيالية خارقة وخطيرة.

هذا الشخص هو يوتبرز وناشط فيسبوكس من مواليد مدينة مكناس ينتمي الى عائلة فقيرة جدا جدا ، والان اصبح من أغنياء المغرب فمن اين لك هذا وداك؟

كان يوسف الزروالي في بدايته يشتغل بملهى ليلي يشمل عبر جدرانه الخمر والرقص والمجون وغيرها، وكان يشتغل حارس في الباب الكبير لهذ ا البورديل الذي يعتمر مجمعا للخليجيين والأثرياء على وجه العموم.. وعندما يخرجون من الملهى سكارى كان دوره يتحدد في إيصالهم لسياراتهم من أجل مبلغ خمسين او مائة درهم…

لكن في يوم من الايام طردوه من العمل وظل عاطلا عن العمل وفي إحدى المناسبات تعرف على أحد الأشخاص الذين يحترفون النصب و المسترزقين الذين يقومون بتصوير الحالات الانسانية وبدأ العمل معهم ما أتاح له اكتشاف نفسه وقابليته، لان من المعروف على الانسان الذي يعاشر المفسدين يظل هو والشيطان إخوة على حد سواء ويصبح مدركا كيفية أكل عقول المستضعفين.

الزروالي ذي يسر ومكانة:

عند إحدى حملات المقاطعة المعروفة التي مرت بالبلاد استغل يوسف الزروالي الفرصة وتضامن مع المقاطعون مما زاده شهرة وكبر في أعين المغاربة.

لكن عندما همدت حملة المقاطعة لاذ بالصمت بدوره لان غرضه بالمقاطعة كان من اجل كسب قلوب المحسنين والضحايا معا ،،،،
بعدها أمسى يبحث عن الحالات الساذجة المستضعفة وأخذ يستغل معاناتهم دون ايجاد أدنى مشكل.

فكيف يتم استحمار العقول الضعيفة وكدا النصب على الطرفين (المحسن والحالة معا)؟

ضعفاء ومعوزين ومرضى يكشفون طرق النصب عليهم من طرف محتال مغربي:

قبل تصوير الفيديو يذهب عند الحالة المتضررة من أجل تلقينها الدور الذي يجب أن تقوم به فيحادثها ويأكل دماغها ثم يتفق معها على موعد التصوير وماذا يجب عليها قوله والقيام به بهدف التأثير على الرأي العام
ولكي تكون الفكرة جلية بهية وأضعك أيها القارئ في الحدث سأصيغها لك بالدارجية المغربية:

(هو مع هذيك هي المهنة ديالو كايعرف كيفاش يبكي على المحسنين تيفتح لايف وتيقول ليهم السلام عليكم خوتي وخواتاتي داخل المغرب وخارجه هذي مي فاطمة مسكينة مات ليها الراجل وخلا ليها 8 ديال الأولاد فيهم جوج معاقين وساكنة غير في البراكة وعايشين معها الفأران وسراق الزيت بغيتكم تعاونو معها… المهم النصاب راكم عارفين كيفاش تيهضر اللسان ديالو خفيف لانه عارف بلي هو المستفيذ الاول من هذشي كامل .

من بعد تيعطي الكلمة لمي فاطمة وكاتبكي مي فاطمة من قلبها لانها مسكينة مكلومة وعايشة غير في العذاب حتى تكمشات مسكينة بلا وقت .

و ملي الناس تيشوفو الفيديو تيبقى فيهم الحال كل واحد تيرسل داكشي علاش قدر، و كيفما تنعرفو الناس للي عيشين في المغرب المساهمة ديالهم تتكون قليلة 2000 درهم حتى 100 درهم صافي هذ النوع من المساعدة تتمشي مباشرة لعند الحالة اما الناس ديال الجالية تيتكلف بهم المحتال لان تما في كاينا عندو الهمزة .

كلنا تنعرفوا بلي الناس لي عيشين غي فأروبا كلهم لاباس عليهم كاينين الناس للي تيساهمو ب 40000درهم حتى 10000درهم وملي تيجمع النصاب المبالغ الكبيرة تيجي لعند الحالة مرة اخرى تيعمل معها فيديو بث مباشر وتيقول للناس لي متبعين الحالة الحمد لله بفضل الله والمحسنين راه جمعت لمي فاطمة 20مليون ومي فاطمة مسكينة گلسة حداه وتتسمع بلي جامع ليها 20 مليون كاتفرح وحتى الناس للي ساهمو تيقولو الحمد لله فلوسنا راهم وصلو للحالة؛؛؛؛ غير هو تيخرج من البث المباشر تيقول لمي فاطمة انا الان جبت معيا غير 3 دلمليون هاكي شديها حتى نرجع ونكمل لك الباقي من تما دزو عمرها ماتشوفو الى يوم القيامة ، بهاد الطريقة ها هو نصب على المحسنين غير بالفن وحيد الشك للمتابعين ونصب على الحالة لانها جاهلة وماتقدرش تتابعو .

ومنهم اب البنت آية لي كانت معروفة عند المغاربة انها تعاني من السمنة لي كان واعدها انه غيوقف معاها لكن فلخر شد الفلوس و ماعطاها والو (حسب تصريح الأب ديالها ) ، لي قال انها بقا حاطها كيسعى بيها على صفحته و ماكيعطيها والو رغم انه عيا مايدوي معاه يحديها..

دجال في قفص الإتهام:

من خلال هذه الوقائع جاء على اثرها توقيف الزروالي بعد شكايات وضعها ضده مجموعة من الأشخاص يتهمونه بالنصب والاحتيال وخيانة الأمانة والضرب والتهديد والتماس الإحسان العمومي.

وتمت مواجهة الزروالي بأصحاب الشكايات في إطار التحقيق، حيث قررت السلطات وضعه بالسجن الاحتياطي إلى حين اكتمال التحقيق التفصيلي في القضية.

كما جرى وضع والدة الزروالي رهن تدابير الحراسة النظرية إضافة إلى أشخاص آخرين لارتباطهم بالملف.

كما تم بالمحكمة الابتدائة بمكناس ليتم إحالته على سجن تولال بالمدينة .

الذي وصل وصل الى 36 ضحايا و العدد مهدد بالإرتفاع تقريبا كلهم ناس حطهم قضاياهم من أجل جمع التبرعات .

الزروالي استمع اليه القاضي و استمع للضحايا و كل واحد قدم دلائه..
والقاضي بناءا على المعطيات رأى ان الزروالي متهم و تم إحالته على السجن في انتظار مزيدا من التحقيق و جلسات اخرى…

إنني بهذا أو ذاك مؤمن بالصحافة كسلطة رابعة ورقيبة على باقي المؤسسات والهيئات، وإذا كان الزروالي ألف العديد من الحجج الواهية والوصفات المبتدعة التي كشفت مدى فساده وإستنزافه لخيرات المواطنين المحسنين ببلادنا، فإن حجم ضحاياه يزداد إنتشارا وإستفحالا يوما بعد يوم، فلا يمر يوم من لايف أو بث مباشر دون أن نسمع عن صيد جديد وقع في شبكة العنكبوت التي ينسجها الزروالي وخلفائه.

وفي غفلة من الناس لا يتورعون في أن يشتبهون بأنهم ذووا نوايا حسنة وهم كذلك وطبقا للطقوس المادية يحرصون على أن يتقدموا للناس بمظهر لائق،لا يتوانون عن تمثيل مظاهر الحياء والمساعدة، والأخذ بأسبابها،ليرسخوا لدى المرضى فكرة بأنهم القط المغمض ومظاهر العفة والجانب الإنساني بغرض الخير والمساعدة.

فمن يمارسون هذا الخرق،باتو عراة ومكشوفين للعموم بعد إنتشار صورهم وأسمائهم في مختلف الجرائد والمنابر الإعلامية، لكن ربما سأتجاوز عن هذه الحالة، ما دامت هذه النمطية قد تزايدت، فصار الركوب على هذه الموجة المهنية تتكاثر لأمر مباشر ألا وهو النزعة التجارية الرخيصة.

فهل أضحى الفساد إلى هذا الحد صناعة يتحلقها تقنيين وفاعلين إعلام؟ وكيف أصبح الفساد صناعة يجبر على إثرها الناس، خصوصا منهم الفقراء والسدج من إستهلاك نتاجها وإستنزاف عقولها؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة