هانى خاطر
كلما أبصرت ما يحدث بواقعنا الإعلامي العليل ، تعود الذاكرة إلى صفحات قصة سالومى التي رقصت عارية في حفل الملك عزرا بناء على نصيحة أمها الملكة هيروداس .

كان النبي يوحنا دائم الانتقاد للملكة المنحلة فأرادت هيروداس الانتقام منه ، و أوعزت إلى سالومي بعد أن تخلب لب الملك ، وتثير أحط غرائزه ، وقبل دخولها لفراشه ، أن تشترط عليه رأس يوحنا .
في قصة سالومى تحاول الأم لفت نظر الابنة ، صاحبة تجارب العشق الكثيرة ، والتي تنقلت من مخدع لآخر ، إلى الملك الذى يسيل لعابه عليها ، وترد عليه بصدق:
( لقد ضاجعت نصف رجال القاعة ، ولا أتذكرهم )
هذه الجملة الموحية هي مفتاح شخصية أي عاهرة تتقلب في المخادع ولا تتذكر من يطأها أو من يهم بها ، جسدها هو تجارتها ، وفى العادة ينسى البائع الزبون .
العاهرات في زمننا هذا ليسوا فقط من يمتهن الدعارة أو كما كان يطلق عليهن في الجاهلية أصحاب الرايات الحمراء ولكنهن أصبحن كثيرات ، بعضهن إحترفن السياسة ، وأخريات دخلن التجارة ، وابتلينا ببعضهن في الإعلام ؟!، من المفروض ألا أستخدم التأنيث فقط ، فالعهر حاليا أصبح رجاله أشد فساداً و تلونا من نسائه .
وكما تنكر العاهرات ماضيهن ، فإن عواهر السياسة والإعلام والمال يتصورون أيضا أنهم أطهار أبرار ثوار ، مع أنهم أحقر الخلائق .
إن عواهر اليوم إنحنوا فيما قبل مبارك وقبضوا من ممدوح إسماعيل و ولده عمرو أصحاب كارثة العبارة السلام 98 عام 2006م ، وكانوا وسطاء بينه وبين عدد من الصحفيين الذين قبلوا رشاوى وشيكات .
هؤلاء باعوا دماء أكثر من ألف مواطن هم ضحايا العبارة وقدموهم قربانا لمليونير فاسد ومستهتر.
ولا زال العهر الإعلامي مستدام بخلع أثوابه ، فكلما زادت الأرقام في الشيكات ازداد التبجح بإظهار العورات .
وحتى الان تحت حذاء السياسة والمال السياسي وينجبون لهم ما يريدون وما يأمرون وحتى دون أن يريدون او يأمرون .
المصدر : https://facepress.ma/?p=8294