ساكنة جماعة عين كدح بإقليم تاونات تصرخ في وجه الغياب: معاناة تتفاقم في ظلّ إهمال المسؤولين، ونداء عاجل لعامل الإقليم

فايس بريس7 يناير 2025آخر تحديث :
ساكنة جماعة عين كدح بإقليم تاونات تصرخ في وجه الغياب: معاناة تتفاقم في ظلّ إهمال المسؤولين، ونداء عاجل لعامل الإقليم

أخزو زهير

لم يعد الصمت خيارًا أمام ساكنة جماعة عين كدح بإقليم تاونات، الذين يواجهون واقعًا مُرًا يتسم بغياب شبه تام للمسؤولين وتراكم المشاكل التي تُعيق حياتهم اليومية. فالمعاناة الناجمة عن تردّي البنية التحتية، وعلى رأسها الطرق المهترئة بدوار علام وغياب الإنارة العمومية، تفاقمت لتشمل غيابًا تامًا للمستشفى في الجماعة، ومُشكلة الهدر المدرسي بسبب صعوبة التنقل، ما يُضاعف من حجم المعاناة ويُهدّد مستقبل المنطقة. وأمام هذا الوضع المأساوي، تُوجّه الساكنة نداءً عاجلًا لعامل إقليم تاونات للتدخل وإنقاذ الوضع.

طرق الموت: خطر يُحدق بالأهالي ويعزل المنطقة:
تحوّلت الطرق في جماعة عين كدح إلى كابوس يُلاحق السكان في كلّ تنقلاتهم. فالحفر العميقة والتشققات المتزايدة تُعيق حركة المرور، وتُعرّض السيارات والدراجات النارية لحوادث خطيرة، خاصة خلال فصل الشتاء الذي يشهد تساقط الأمطار وتحوّل الطرق إلى مستنقعات من الوحل، ما يزيد من عزلة المنطقة ويُكبّل حركة السكان لقضاء أبسط حاجياتهم اليومية. هذه الوضعية تُجبر السكان على المجازفة بحياتهم في كلّ مرّة يضطرون فيها إلى التنقل، وتُعيق وصول سيارات الإسعاف في الحالات الطارئة، ما يُضاعف من معاناة المرضى ويُعرّض حياتهم للخطر.

بنية تحتية مُتهالكة: إهمال يُهدّد الصحة والبيئة ويُعيق التنمية:
لا يقتصر التدهور على الطرق فقط، بل يمتد ليشمل جوانب أخرى من البنية التحتية، مثل شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء. هذا الإهمال يُؤدّي إلى مشاكل صحية وبيئية واقتصادية عديدة، مثل انتشار الأمراض بسبب تلوث المياه وانقطاع التيار الكهربائي الذي يُؤثّر على سير الحياة اليومية وعلى الأنشطة الاقتصادية، ويُعيق عمل المؤسسات التعليمية والصحية، ويُعيق أي محاولات للتنمية في المنطقة.

غياب الإنارة العمومية: ظلام دامس يُشجّع الجريمة ويُعرّض السلامة للخطر:
يُعدّ غياب الإنارة العمومية من أبرز المشاكل التي تُؤرّق ساكنة جماعة عين كدح، حيث يُحوّل الظلام الدامس ليالي المنطقة إلى كابوس حقيقي. هذا الوضع يُسهّل انتشار الجريمة ويُعرّض سلامة السكان للخطر، خاصة النساء والأطفال الذين يضطرون للتنقل في الظلام لقضاء حاجياتهم. كما يُعيق هذا الغياب الحركة الاقتصادية والاجتماعية في الليل، ويُحوّل المنطقة إلى مكان مهجور بعد غروب الشمس.

غياب مستشفى بالجماعة: معاناة مضاعفة للمرضى:
يُضاف إلى كلّ هذه المشاكل غيابٌ تام لمستشفى في جماعة عين كدح، ما يُجبر السكان على قطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى، وهو ما يُضاعف من معاناة المرضى، خاصة في الحالات الطارئة التي تتطلّب تدخلًا طبيًا سريعًا. هذا الغياب يُشكّل خطرًا حقيقيًا على حياة السكان، ويُؤدّي إلى تفاقم الحالات الصحية وتأخير العلاج.

الهدر المدرسي بسبب صعوبة التنقل: مستقبل مهدّد للجيل الصاعد:
تُساهم صعوبة التنقل بسبب الطرق المهترئة في تفاقم مُشكلة الهدر المدرسي، حيث يجد التلاميذ، خاصة القادمين من المناطق النائية، صعوبة كبيرة في الوصول إلى مدارسهم، ما يُؤدّي إلى انقطاعهم عن الدراسة وتضييع مستقبلهم. هذا الوضع يُهدّد مستقبل الجيل الصاعد في المنطقة، ويُعيق أي فرص للتنمية والازدهار.

نداء استغاثة لعامل إقليم تاونات:
أمام هذا الوضع المأساوي، تُوجّه ساكنة جماعة عين كدح نداءً استغاثة لعامل إقليم تاونات، وتُناشده بالتدخل العاجل والفوري لإنقاذ الوضع، من خلال:

إطلاق برنامج مُستعجل لإصلاح الطرق: يتضمن إعادة تأهيل الطرق المهترئة وإنشاء طرق جديدة تُسهّل حركة المرور وتُؤمّن سلامة السكان.

تحسين البنية التحتية بشكل شامل: يشمل تطوير شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء لضمان توفير الخدمات الأساسية بشكل مستدام.

توفير الإنارة العمومية في جميع أنحاء الجماعة: من خلال تركيب مصابيح إنارة في جميع أنحاء الجماعة لضمان سلامة السكان وتسهيل حركتهم في الليل.

بناء مستشفى أو مركز صحي مُجهّز في الجماعة: لتوفير الخدمات الصحية الأساسية للسكان وتجنّب نقلهم لمسافات طويلة.

إيجاد حلول لمشكلة الهدر المدرسي: من خلال توفير وسائل نقل مُناسبة للتلاميذ أو بناء مدارس قريبة من أماكن سكنهم.

رسالة واضحة للمسؤولين:
يُوجّه هذا المقال رسالة واضحة إلى المسؤولين على جميع المستويات، من أجل الاستماع إلى صرخة سكان جماعة عين كدح، والتحرك الفوري لإيجاد حلول عملية وواقعية لهذه المشاكل. فالمواطنون يستحقون العيش في بيئة سليمة وآمنة تُوفّر لهم سُبل العيش الكريم. إنّ تجاهل هذه المطالب لن يُؤدّي إلا إلى تفاقم الوضع وزيادة معاناة السكان، وزيادة فقدان الثقة في المؤسسات.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة