حصري لـ”فايس بريس”.. الميسوري: نجاح SIAM 17 بمكناس ثمرة دعم ملكي سامٍ وجهود حكومية ملموسة.

فايس بريس28 أبريل 2025آخر تحديث :
حصري لـ”فايس بريس”.. الميسوري: نجاح SIAM 17 بمكناس ثمرة دعم ملكي سامٍ وجهود حكومية ملموسة.

مع إسدال الستار على فعاليات الدورة السابعة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM)، التي احتضنتها العاصمة الإسماعيلية مكناس في الفترة الممتدة من 21 إلى 27 أبريل 2025، وحققت نجاحاً لافتاً بشهادة الجميع، التقت “فايس بريس” بالسيد مصطفى الميسوري، رئيس الغرفة الفلاحية لجهة فاس-مكناس، للوقوف على أصداء هذا الحدث الهام وتقييم انعكاساته على القطاع الفلاحي بالجهة.

فايس بريس: السيد الرئيس، اختتمت للتو فعاليات الدورة السابعة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس بنجاح كبير. كيف تقيمون هذه الدورة؟ وما هي أبرز نقاط قوتها برأيكم؟

مصطفى الميسوري: الحمد لله، كانت دورة استثنائية بكل المقاييس، وتكللت بنجاح كبير يؤكد مرة أخرى مكانة الملتقى كحدث فلاحي عالمي رائد. هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، الذي يولي عناية خاصة للقطاع الفلاحي ولتنمية العالم القروي.

كما أن افتتاح الملتقى برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن أعطى زخماً قوياً لهذه الدورة. من أبرز نقاط القوة، نذكر المشاركة القياسية التي ناهزت 1580 عارضاً واستقطاب أزيد من مليون زائر، بالإضافة إلى مشاركة 70 دولة، مما يعكس الثقة الدولية في المغرب كوجهة فلاحية واعدة. التنظيم المحكم عبر 12 قطباً موضوعاتياً على مساحة شاسعة (124.000 متر مربع مغطاة) أتاح عرضاً شاملاً لمختلف سلاسل الإنتاج والابتكارات الفلاحية.

فايس بريس: تمحورت هذه الدورة حول موضوع “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”. ما أهمية طرح هذا الموضوع في الوقت الراهن، خاصة بالنسبة لجهة فاس-مكناس المعروفة بأهميتها الفلاحية؟

مصطفى الميسوري: اختيار موضوع الماء كان صائباً وحيوياً، فهو يلامس تحدياً عالمياً ومحلياً رئيسياً في ظل التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف. جهة فاس-مكناس، كقلب نابض للفلاحة المغربية، معنية بشكل مباشر بهذا التحدي. الملتقى سلط الضوء على أهمية التدبير المستدام للموارد المائية وضرورة التأقلم مع التغيرات المناخية. الندوة الدولية رفيعة المستوى التي نظمتها الوزارة حول “تدبير المياه من أجل فلاحة مستدامة وقادرة على الصمود” بحضور وفود دولية وازنة، شكلت منصة لتبادل الخبرات والحلول المبتكرة، وهذا أمر بالغ الأهمية لاستدامة فلاحتنا بالجهة والمملكة ككل. كما أن تجديد التأكيد على التزام المملكة بجعل ترابط الماء والفلاحة رافعة لتعزيز السيادة الغذائية هو توجه استراتيجي نثمنه عالياً.

فايس بريس: شهد الملتقى مشاركة 70 دولة وفرنسا كضيف شرف. كيف ساهم هذا البعد الدولي في إثراء الملتقى ودعم القطاع الفلاحي بالجهة؟

مصطفى الميسوري: البعد الدولي هو أحد ركائز قوة الملتقى. مشاركة 70 دولة، وحضور فرنسا كضيف شرف، أتاح فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والتجارب والاطلاع على أحدث التقنيات والابتكارات الفلاحية عالمياً. هذا التلاقح الدولي يفتح آفاقاً واسعة أمام فلاحينا ومهنيينا لتطوير أساليب عملهم، وعقد شراكات تجارية جديدة، وتعزيز تنافسية منتجاتنا. كما أن تنظيم 55 ندوة علمية بمشاركة خبراء دوليين ومغاربة، والمؤتمر الوزاري الخامس لمبادرة “تكيف الفلاحة الإفريقية” (AAA)، كلها فعاليات تساهم في نقل المعرفة وتوطيد التعاون جنوب-جنوب وشمال-جنوب، مما يعود بالنفع المباشر على تطوير القطاع بجهتنا.

فايس بريس: ماذا قدم الملتقى للفلاحين والمهنيين والتعاونيات بجهة فاس-مكناس تحديداً؟ وكيف لمستم أثره على أرض الواقع خلال أيام المعرض؟

مصطفى الميسوري: الملتقى هو نافذة سنوية ينتظرها فلاحو ومهنيو الجهة بشغف. لقد أتاح لهم فرصة فريدة للاكتشاف المباشر لأحدث المعدات والتقنيات الزراعية، والمدخلات الفلاحية المبتكرة، والحلول المتعلقة بالري والتسميد وحماية النباتات.

كما أنه فضاء للقاء المباشر مع مختلف الفاعلين في سلاسل القيمة، من ممولين ومستشارين ومسؤولين. قطب المنتوجات المجالية، الذي عرف مشاركة 530 عارضاً من تعاونيات ومجموعات ذات نفع اقتصادي، كان منصة مثالية لتثمين منتجاتهم المحلية وتسويقها وإبرام صفقات تجارية. لمسنا حيوية كبيرة لدى فلاحي الجهة وتعاونياتها، ورغبة قوية في الاستفادة من كل ما يتيحه الملتقى لتطوير أنشطتهم.

فايس بريس: في ختام هذا الحدث الهام، هل من رسالة تودون توجيهها؟

مصطفى الميسوري: نعم، بكل تأكيد. أود أولاً وقبل كل شيء، باسمي وباسم كافة فلاحي ومنتخبي غرفة الفلاحة بجهة فاس-مكناس، أن أرفع أسمى آيات الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده. فالدعم الملكي السامي هو المحرك الأساسي لتطور قطاعنا الفلاحي، ورعايته الكريمة للملتقى هي سر نجاحه وتميزه. ونشيد عالياً بالرؤية الملكية السديدة لدعم الفلاحة والصيد البحري، والنهوض بالتعاونيات والجمعيات والمجتمع المدني، وتمكين الفلاح ودعم المرأة القروية، وتحقيق السيادة الغذائية لوطننا.

كما لا يفوتني أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى السيد رئيس الحكومة، الدكتور عزيز أخنوش، على دعمه المتواصل للقطاع الفلاحي بجهتنا، وتفاعله الإيجابي مع حاجيات الفلاحين والمهنيين. جهود الحكومة، بتوجيهات ملكية سامية، تساهم بشكل ملموس في مواجهة التحديات وتعزيز صمود قطاعنا الفلاحي في ظل الظروف المناخية الصعبة.

الشكر موصول أيضاً لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات على التنظيم المتميز، ولكل الشركاء والمساندين والعارضين والزوار، والسلطات المحلية والأمنية بمكناس التي سهرت على إنجاح هذه الدورة الاستثنائية.

فايس بريس: بعد هذا النجاح، ما هي تطلعاتكم لمستقبل القطاع الفلاحي في جهة فاس-مكناس، وكيف يمكن استثمار زخم هذا الملتقى لتحقيق هذه التطلعات؟

مصطفى الميسوري: نتطلع لمستقبل واعد لقطاعنا الفلاحي بالجهة، رغم التحديات، خاصة المائية منها. زخم الملتقى يجب أن يُستثمر في تسريع وتيرة الابتكار واعتماد التقنيات الحديثة والممارسات الفلاحية المستدامة والقادرة على الصمود، لا سيما في مجال تدبير المياه. سنعمل في الغرفة الفلاحية، بتعاون مع كل الشركاء، على مواكبة الفلاحين والتعاونيات للاستفادة من المعارف والفرص التي أتاحها الملتقى، وتعزيز تنظيمهم المهني، وتسهيل ولوجهم للأسواق. نؤمن بأن فلاحتنا قادرة على التكيف والتطور بفضل الرؤية الملكية المستنيرة، وجهود الحكومة، وعزيمة الفلاحين والمهنيين بالجهة. الملتقى أعطانا دفعة قوية، وعلينا مواصلة العمل بنفس الروح لتحقيق التنمية الفلاحية المستدامة والمنشودة.

فايس بريس: شكراً جزيلاً لكم السيد الرئيس.

مصطفى الميسوري: شكراً لكم ولجريدة “فايس بريس” على هذه الاستضافة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة