في ظل الدينامية التي يعرفها حزب التجمع الوطني للأحرار على المستوى الوطني والجهوي، وسعياً منها لتقريب الرأي العام من جهود الفاعلين السياسيين، استضافت جريدة “فايس بريس” السيد محمد شوكي، المنسق الجهوي للحزب بجهة فاس-مكناس، في حوار خاص. يسلط هذا اللقاء الضوء على دوره المحوري في الحزب بالجهة، وأبرز ملامح عمله التواصلي والترافعي، والجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة بالجهة، انسجاماً مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتنفيذاً لتعليمات السيد عزيز أخنوش، رئيس الحزب.
فايس بريس: السيد محمد شوكي، بصفتكم المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة فاس-مكناس، ما هي طبيعة الأدوار المنوطة بكم وما هي أولوياتكم في هذه المهمة؟
محمد شوكي: بسم الله الرحمن الرحيم. دوري كمنسق جهوي يكمن أساساً في تنزيل رؤية وتوجيهات الحزب، وعلى رأسها تعليمات السيد الرئيس عزيز أخنوش، على أرض الواقع بجهة فاس-مكناس. أولويتنا القصوى هي أن نكون صوت المواطنين، قريبين من همومهم وتطلعاتهم. نعمل على تقوية هياكل الحزب إقليمياً ومحلياً، وتنسيق الجهود بين مختلف المنسقين الإقليمين لضمان فعالية أكبر في خدمة الساكنة والدفاع عن مصالح الجهة. نحن هنا لنبني جسور الثقة ونترجم انتظارات المواطنين إلى برامج ومشاريع ملموسة.
فايس بريس: ذكرتم القرب من المواطنين، كيف يتجسد هذا القرب عملياً في استراتيجيتكم التواصلية؟
محمد شوكي: التواصل هو عصب عملنا. نحرص على عقد لقاءات تواصلية دورية ومنتظمة، ليس فقط مع المنسقين الإقليمين والمنتخبين، بل بشكل مباشر مع الساكنة في مختلف مناطق الجهة، سواء الحضرية أو القروية. هذه اللقاءات المباشرة هي فرصة للاستماع لنبض الشارع، ورصد المعاناة الحقيقية للمواطنين، وفهم احتياجاتهم الملحة. كما أنها مناسبة لشرح عمل الحزب ومبادراته. نؤمن بأن السياسة الحقيقية تبدأ من الإنصات. ومبادرة مثل قافلة “100 يوم 100 مدينة” كانت مثالاً حياً على هذا النهج التواصلي الميداني الذي يتبناه الحزب.
فايس بريس: ما هي أبرز القضايا التي تترافعون عنها لساكنة الجهة، خاصة فيما يتعلق بالخدمات الأساسية والبنية التحتية؟
محمد شوكي: نترافع بقوة على ملفات حيوية تمس حياة المواطن اليومية. قطاع الصحة يأتي في المقدمة، حيث نسعى لتحسين العرض الصحي وتقريب الخدمات من المواطنين. البنية التحتية، سواء الطرقية أو غيرها، تشكل أولوية أخرى لفك العزلة عن بعض المناطق وتسهيل التنمية. نعمل أيضاً على إيجاد حلول لمشاكل الكهرباء والماء الصالح للشرب، خاصة في العالم القروي. كما نولي اهتماماً خاصاً لمحاربة الهدر المدرسي وتشجيع التمدرس، ودعم الفئات الهشة لضمان كرامتها وتحسين ظروف عيشها، لا سيما في الجماعات القروية التي تحتاج دعماً خاصاً.
فايس بريس: التنمية الاقتصادية وجلب الاستثمارات يعتبران رهاناً كبيراً للجهات. كيف تساهمون في هذا المجال؟
محمد شوكي: تحقيق التنمية الاقتصادية يتطلب تضافر الجهود. نحن نعمل، بتنسيق وثيق مع السيد معاد الجامعي، والي جهة فاس-مكناس، وباقي الشركاء، على خلق مناخ جاذب للاستثمارات الوطنية والأجنبية. نؤمن بأن جهة فاس-مكناس تزخر بإمكانيات هائلة يجب تثمينها. كما ندعم بقوة قطاع السياحة، عبر الترويج لوجهة فاس-مكناس الغنية بتاريخها وثقافتها وطبيعتها، بهدف جلب المزيد من السياح وإنعاش الاقتصاد المحلي وتوفير فرص شغل جديدة.
فايس بريس: هذا العمل الميداني، كيف يتم نقله والدفاع عنه داخل المؤسسات التشريعية؟
محمد شوكي: صوت الساكنة ومعاناتها وتطلعاتها التي نرصدها في الميدان لا تبقى حبيسة اللقاءات المحلية. بصفتنا جزءاً من الفريق النيابي للحزب، نحمل هذه الانشغالات إلى قبة البرلمان. نترافع عن ملفات الجهة، ونطرح الأسئلة، ونقدم المقترحات، وندافع عن القضايا الوطنية التي تهم كل المغاربة، دائماً بتوجيه من قيادة الحزب وبرؤية تخدم المصلحة العامة للوطن والمواطنين.
فايس بريس: يولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أهمية خاصة للشباب. كيف يترجم حزبكم هذه الرؤية الملكية على مستوى الجهة؟
محمد شوكي: بالفعل، التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بالشباب هي بوصلتنا. نعتبر الشباب طاقة خلاقة ومحركاً أساسياً للتنمية. نعمل على دعمهم في مختلف المجالات، خاصة الرياضة التي تساهم في التأطير والتنشئة السليمة، والتشغيل عبر تشجيع المبادرات المقاولاتية وتوفير التكوين الملائم لسوق الشغل. كما نحرص على تثمين الكفاءات الشابة وإشراكها في تدبير الشأن العام المحلي والجهوي، إيماناً بقدرتها على الابتكار وتقديم الإضافة النوعية.
فايس بريس: إلى جانب القضايا الكبرى، هناك نسيج جمعوي وتعاوني وفلاحي مهم بالجهة. ما هو شكل الدعم المقدم لهذه الفئات؟
محمد شوكي: المجتمع المدني والقطاع التعاوني والفلاحي شركاء أساسيون في التنمية. لذلك، نولي أهمية لدعم الجمعيات الجادة والتعاونيات المنتجة، ومواكبة الفلاحين، خصوصاً الصغار منهم، لمواجهة التحديات المناخية والاقتصادية. كما ندعم قطاع الصناعة التقليدية الذي يعتبر جزءاً من هوية الجهة ومورداً اقتصادياً مهماً للعديد من الأسر، وذلك للحفاظ عليه وتطويره وتسويق منتجاته.
فايس بريس: كلمة أخيرة تودون توجيهها لساكنة جهة فاس-مكناس عبر جريدة “فايس بريس”.
محمد شوكي: أود أن أؤكد لساكنة جهتنا العزيزة، فاس-مكناس، أننا في حزب التجمع الوطني للأحرار، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبتوجيهات من السيد الرئيس عزيز أخنوش، ملتزمون كل الالتزام بالإنصات لهمومكم، والترافع عن قضاياكم، والعمل بكل جد ومسؤولية لتحقيق التنمية التي تستحقونها. بابنا مفتوح دائماً، وهدفنا واحد هو خدمتكم وخدمة هذا الوطن. وشكراً لجريدة “فايس بريس” على هذه الاستضافة.