ابراهيم ابركان
في مشهد يعكس عمق الانتماء الوطني والارتباط الوثيق بالجذور، تبرز جمعيات المجتمع المدني والحقوقي المغربية بمدينة برشلونة الإسبانية كفاعل أساسي وحيوي في خدمة الوطن وأبنائه المقيمين بالخارج. هذه الجمعيات، التي تعمل بدأب وتفانٍ، ترفع راية المغرب عالياً، مؤكدة على دورها الجبار خارج أرض الوطن.
لا يقتصر عمل هذه الهيئات المدنية على الجوانب الاحتفالية أو الموسمية، بل يمتد ليشمل نسيج الحياة اليومية للجالية المغربية. فهي تنظم لقاءات تواصلية مستمرة، وتوفر فضاءات للحوار وتبادل الخبرات، وتعمل على تعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين أفراد الجالية. كما تحرص على إقامة سهرات فنية وثقافية متنوعة، تحتفي من خلالها بالتراث المغربي العريق، وتسعى جاهدة للحفاظ عليه ونقله للأجيال الصاعدة، ليبقى حياً نابضاً في بلاد المهجر.
ويُعد الجانب الوطني والحقوقي محوراً أساسياً في عمل هذه الجمعيات. فهي تعمل تحت الشعار الخالد للمملكة “الله، الوطن، الملك”، وتعتبر نفسها خط دفاع متقدم عن المصالح العليا للمغرب. يتجلى ذلك بوضوح في دورها الهام والمحوري في الترافع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة والدفاع عن مغربية الصحراء في الأوساط الإسبانية. إنهم صوت المغرب في إسبانيا، يسعون لتعزيز صورته الإيجابية ورفع قيمته لدى الرأي العام والمؤسسات الإسبانية.
إن الجهود التي تبذلها هذه الجمعيات في برشلونة تمثل نموذجاً رائداً للعمل الجمعوي المغربي في الخارج، حيث تجمع بين خدمة الجالية والحفاظ على الهوية الوطنية الأصيلة، وبين الدفاع المستميت عن قضايا الوطن المصيرية، مؤكدة أن حب المغرب وخدمته لا تحدهما حدود جغرافية.