“صرخة تيسة.. هل وصلت إلى مسامع المسؤولين؟”

فايس بريس3 يونيو 2025آخر تحديث :
“صرخة تيسة.. هل وصلت إلى مسامع المسؤولين؟”

أخزو زهير

صرخة مدوية تتعالى من أعماق جماعة تيسة بإقليم تاونات، صرخة ممزوجة باليأس والإحباط، تخرج عن صمت طال أمده، لتكشف عن واقع مرير تعيشه الساكنة تحت وطأة الإهمال والتهميش. فبينما تُصرف الملايين على المهرجانات والاحتفالات في الإقليم، تعيش هذه الجماعة بعيدًا عن أبسط مقومات الحياة الكريمة، وفي مقدمتها الماء الصالح للشرب.

“لا أدخل الحمام!”.. مأساة نقص الماء

في تصريح مؤثر ومؤلم، عبر أحد المواطنين عن حجم المعاناة، قائلاً بمرارة: “أنا لا أدخل الحمام بسبب انعدام الماء”. هذه الكلمات البسيطة تلخص فصلاً كاملاً من الحرمان اليومي الذي يعيشه أهالي تيسة. كيف يمكن لمجتمع أن ينهض ويتطور وهو يفتقر إلى أبسط حقوقه في النظافة والصحة؟

الصحة والولادة.. رحلة العذاب إلى فاس

أما عن قطاع الصحة، فالمأساة لا تقل فداحة. تضيف إحدى السيدات بتأثر بالغ: “نعيش التهميش، وأبسط شروط الحياة هي الصحة. للولادة، يجب أن نذهب إلى مدينة فاس”. تخيلوا حجم العبء والمخاطر التي تتحملها النساء الحوامل في رحلة البحث عن أبسط الخدمات الصحية، في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون الرعاية الصحية حقًا مكفولًا لكل مواطن على مقربة من مكان سكنه.
“قتلونا بالكذوب”.. فقدان الثقة في المسؤولين
ويشتعل الغضب في تصريحات أخرى، حيث يقول مواطن بلهجة نارية: “المسؤولون قهرونا بالكذوب. ما عندناش العيش الكريم في جماعة تيسة”. هذا التصريح يعكس حالة عميقة من خيبة الأمل وفقدان الثقة في الوعود التي لم تتحقق، وكأنهم يعيشون في عزلة تامة عن اهتمامات المسؤولين المحليين والإقليميين.

نداء إلى جلالة الملك.. أمل وحيد

وفي ظل هذا اليأس المستشري، لم يجد مواطن آخر سوى باب الأمل الأخير، مناشداً صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أن يتدخل. يقول بوضوح لا لبس فيه: “ما بقاش عندنا الثقة في المسؤولين بإقليم تاونات”. هذا النداء يحمل في طياته إشارة واضحة إلى عمق الأزمة، ويدل على أن الساكنة لم تعد ترى في المسؤولين المحليين حلًا لمعاناتها، وأنهم وضعوا كل ثقتهم في التدخل الملكي لحل مشاكلهم العالقة.

تاونات وسدودها.. مفارقة الماء والمعاناة

المفارقة المؤلمة تكمن في أن إقليم تاونات يضم اثنين من السدود الكبرى، ورغم ذلك، تعيش الساكنة ويلات العطش خاصة في فصل الصيف، ويكثر الحديث عن الهجرة القروية بسبب انعدام أبسط شروط الحياة. هذا التناقض الصارخ بين وفرة الموارد المائية في الإقليم وحرمان جزء كبير من ساكنته منها، يطرح علامات استفهام كبرى حول سوء التدبير واللامبالاة التي يعاني منها أهالي تيسة.

فهل تستجيب آذان المسؤولين لهذه الصرخة المدوية؟ وهل تتحول الوعود إلى واقع ملموس ينقذ أهالي تيسة من براثن التهميش والمعاناة؟ إن صرخة هذه الساكنة هي دعوة واضحة للتحرك الفوري والجاد

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة