تعتزم الولايات المتحدة تقليص عدد موظفي سفارتها في بغداد لأسباب أمنية، حسبما قال مسؤولون لوكالة فرانس برس أمس الأربعاء، وذلك عقب تهديد إيران باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع.
وهددت إيران الأربعاء باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع في وقت يستعد البلدان الخصمان لجولة مباحثات نووية جديدة في ظل الخلاف بشأن تخصيب اليورانيوم.
وقال مسؤول أميركي لفرانس برس طلب عدم الكشف عن هويته “إن الرئيس (دونالد) ترامب ملتزم بحماية أمن الأميركيين، سواء في الداخل أو الخارج، وتماشيا مع هذا الالتزام فإننا نقي م باستمرار الوضع المناسب للموظفين في جميع سفاراتنا”. وأضاف “بناء على أحدث تحليلاتنا، قررنا تقليص حجم بعثتنا في العراق”.
وفي بغداد، أك د مسؤول أمني عراقي لفرانس برس قرار “سحب موظفين غير أساسيين (في السفارة الأميركية)”. وقال “سنعمل بقو ة لمنع أي استهداف” للبعثة الدبلوماسية في العاصمة العراقية، مشيرا إلى “تواصل مع الفصائل المسل حة (الموالية لإيران) لإقناعها بعدم القصف والاستهداف”.
وأكد مسؤول أمني عراقي آخر أن تقليص عدد موظفي سفارة واشنطن “غير الضروريين” هو “إجراء أمني احترازي”. وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تبنت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسي رة على مواقع في العراق وسوريا ينتشر فيها جنود أميركيون في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
على رغم ذلك، حافظ العراق على استقرار نسبي وبقي في منأى عن تداعيات الحرب التي طالت العديد من دول المنطقة. وإضافة الى وجودها العسكري في العراق وسوريا، للولايات المتحدة انتشار في العديد من القواعد العسكرية في دول مجاورة لإيران، كبراها العديد في قطر. وفي الكويت، قالت السفارة الأميركية لفرانس برس إنها “لم تغي ر عدد موظفيها وتواصل عملها بكامل طاقتها”.
وعقدت طهران وواشنطن اللتان قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل أكثر من أربعة عقود، خمس جولات من المحادثات منذ نيسان/أبريل، بوساطة من سلطنة ع مان، سعيا لإبرام اتفاق جديد بشأن برنامج طهران النووي. وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده قال في وقت سابق الأربعاء ردا على التهديدات الأميركية بالتحرك عسكريا إذا فشلت المفاوضات “نحن نأمل أن تصل المفاوضات الى نتيجة ولكن إذا لم يحقق ذلك وفرض علينا صراع، فلا شك أن خسائر الطرف الآخر ستكون بالتأكيد أكبر بكثير من خسائرنا”.
وتابع “لدينا القدرة على الوصول إلى كل قواعد (الولايات المتحدة). سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها”.
وفي حديث مع “نيويورك بوست” نشر الأربعاء، قال ترامب “أصبحت أقل ثقة بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق” مع إيران حول الملف النووي.