أحمد المخلص/ قرية ابا محمد
تزامناً مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتفاقم معاناة سكان قرية با محمد بإقليم تاونات، خاصة في محيط السوق المركزي التجاري الأول بالقرية. ففي ظل غياب تام للمراقبة البيئية وإهمال المسؤولين، تتحول أكوام النفايات المتراكمة بالقرب من هذا المركز الحيوي إلى بؤرة لتكاثر الحشرات والناموس، مما ينذر بكارثة بيئية وصحية وشيكة تهدد سلامة وصحة الساكنة.
السوق المركزي: نقص حاد في أبسط شروط النظافة
الوضع داخل السوق المركزي لا يقل سوءًا عن خارجه، حيث يعاني التجار والمواطنون على حد سواء من غياب أبسط شروط النظافة والصحة العامة. وفي تصريح لأحد التجار، أكد على الانعدام التام للماء داخل السوق، وهو ما يعتبر شرطاً أساسياً لضمان النظافة والصحة، خاصة في الأماكن التي تعرف حركية تجارية كبيرة. ويضاف إلى ذلك الغياب التام للمراحيض، مما يدفع بالمرتفقين والتجار إلى البحث عن حلول بديلة وغير صحية، ويزيد من تفاقم الوضع البيئي داخل السوق وخارجه.
“المياه هي عصب الحياة، وغيابها في سوق مركزي يرتاده المئات يومياً هو أمر غير مقبول بالمرة”، يقول التاجر، مضيفاً: “نحن في أمس الحاجة إلى دورات مياه نظيفة ومزودة بالمياه لكي نضمن صحة زبائننا وسلامتنا نحن كتجار”.
و في ظل هذا الوضع المتردي، يوجه السكان والتجار نداءات استغاثة متكررة إلى المسؤولين المحليين والإقليميين للتدخل العاجل ووضع حد لهذه المعاناة التي تتفاقم يوماً بعد يوم. فغياب التدخلات اللازمة لمعالجة مشكلة النفايات وتوفير الخدمات الأساسية داخل السوق المركزي يعد تقصيراً واضحاً في أداء الواجب، وينعكس سلباً على جودة حياة المواطنين وصحتهم.
إن صيف قرية با محمد بات لا يعني فقط ارتفاع درجات الحرارة، بل يعني أيضاً انتشار الأمراض وتدهور البيئة بسبب الإهمال. ويتساءل المتضررون: إلى متى ستظل هذه المعاناة قائمة؟ ومتى سيتحمل المسؤولون مسؤوليتهم تجاه جماعة قرية ابا محمد التي تستحق العيش في بيئة نظيفة وصحية تتوفر فيها أبسط شروط الحياة الكريمة؟