أخزو زهير
في تصعيد خطير وغير مبرر، أقدمت ميليشيات البوليساريو الإرهابية، فجر يوم فاتح محرم 1447 هجرية الموافق 27 يونيو 2025، على هجوم غادر بأربع مقذوفات استهدفت محيط مطار السمارة، بالقرب من ثكنة تابعة لبعثة الأمم المتحدة “المينورسو”. هذا الهجوم، الذي لم يسفر عن ضحايا أو أضرار مادية تُذكر بفضل يقظة القوات المسلحة الملكية المغربية، يُمثل انتهاكًا صارخًا لوقف إطلاق النار، وسابقة خطيرة باستهدافه المباشر لمنشآت أممية.
الرد الحازم يحمي السيادة الوطنية
لم تتوانَ القوات المسلحة الملكية المغربية في الرد على هذا العدوان الإرهابي. ففي عملية سريعة وحاسمة، تمكنت طائرة مسيرة مغربية من القضاء على العناصر الإرهابية التابعة للبوليساريو التي نفذت الهجوم. هذا الرد الحازم يؤكد مرة أخرى على عزم المغرب الراسخ على الدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه، وعدم التساهل مع أي اعتداء يمس استقراره أو يستهدف المدنيين أو المنشآت الأممية. إن المغرب لن يتهاون في حماية أمنه واستقراره، وسيضرب بيد من حد كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة المملكة.
البوليساريو: وجهان لعملة الإرهاب والانفصال
يأتي هذا الهجوم الإرهابي في توقيت دقيق، يتزامن مع تحركات في الكونغرس الأمريكي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية. هذا التوقيت ليس صدفة، بل هو دليل على الوعي الدولي المتنامي بزيف الأطروحة الانفصالية لهذه الميليشيات وراعيها النظام الجزائري. إن البوليساريو، كجماعة مسلحة غير خاضعة للقانون الدولي، تتغذى على الفوضى وتعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، مُبرهنة على تنسيقها وتعاونها مع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء.
إن العلاقة بين الانفصال والإرهاب أصبحت واضحة كالشمس. فكلاهما يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وكلاهما يعمل على نشر الفوضى والعنف. إن استهداف البوليساريو لمنشآت أممية يؤكد على أنها لا تحترم القوانين والأعراف الدولية، وأنها تشكل تهديدًا حقيقيًا للسلم والأمن الدوليين.
حان وقت التصنيف: المجتمع الدولي مطالب بالتحرك
لقد حان الوقت لأن يتخذ المجتمع الدولي موقفًا حازمًا تجاه ممارسات البوليساريو الإرهابية. إن استمرار التهاون مع هذه الميليشيات لن يؤدي إلا إلى المزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار في المنطقة. إن تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو خطوة ضرورية لحماية الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، ولتأكيد أن الإرهاب والانفصال عملتان لوجه واحد يهدد مستقبل الشعوب.
متى سيتخذ المجتمع الدولي موقفًا موحدًا وحازمًا لوقف هذه الممارسات الإرهابية ووضع حد لمصدر عدم الاستقرار في المنطقة؟
