شهد إقليم تازة مؤخراً واقعة مثيرة للجدل أثارت استياء واسعاً في الأوساط الصحفية والسياسية، بعد أن أقدم مستشار جماعي بجماعة ابرارحة على وصف صحفي بـ”الحمار” في تدوينات علنية على موقع فيسبوك. هذه العبارة المسيئة، التي صدرت عن مسؤول منتخب يُفترض به تمثيل الساكنة والدفاع عن مصالحها، فتحت باب النقاش حول مدى احترام بعض المسؤولين لمهنة الصحافة ودورها في المجتمع.
تفاصيل الواقعة: تصفية حسابات سياسية أم تهور؟
تعود تفاصيل الواقعة إلى خلاف بين المستشار المعني والزميل الصحفي عبد الله بلغوتة، الذي يعمل بإقليم تازة. ووفقاً لتصريحات بلغوتة، فإن سبب الخلاف يرجع إلى مكالمة هاتفية بين الطرفين، عرض خلالها المستشار تزويد الصحفي بمعلومات حول رئيس الجماعة. إلا أن الصحفي بلغوتة أكد أن جميع المعطيات التي قدمها المستشار كانت “كذباً وبهتاناً” ولا تمت للحقيقة بصلة، مشيراً إلى أنها كانت مجرد محاولة لتصفية حسابات سياسية ضيقة لا تليق بالعمل الصحفي المسؤول.
و أثار تصرف المستشار غضباً واسعاً في إقليم تازة، حيث اعتبر الكثيرون أن هذه الإساءة المباشرة للصحفي هي اعتداء على حرية الصحافة وتجاوز للحدود الأخلاقية والمهنية للمسؤولين العموميين. وقد طالب عدد من الفاعلين في الإقليم بضرورة محاسبة المستشار على تصريحاته المسيئة، مؤكدين أن مثل هذه الأفعال لا تساهم سوى في تعميق أزمة الثقة بين المواطنين وممثليهم المنتخبين.
ظاهرة تتكرر في تازة
ليست هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في إقليم تازة، فلطالما شهد الإقليم اعتداءات لفظية وجسدية على بعض الصحافيين من طرف مسؤولين سياسيين. وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى احترام حرية التعبير وحماية الصحفيين في ممارسة مهامهم النبيلة، التي تهدف إلى تنوير الرأي العام وفضح الاختلالات.