أخزو زهير
في مشهد يثير الاستغراب والعديد من علامات الاستفهام، نظمت الفيدرالية البيمهنية للدواجن مساء اليوم الجمعة، في تمام الساعة الثالثة، لقاءً تواصليًا وإعلاميًا بمقر الغرفة الفلاحية بجهة فاس مكناس. كان الهدف المعلن للقاء هو التعريف ببرنامج دعم ومواكبة مشاريع إحداث مجازر عصرية معتمدة للدواجن ذات طاقة إنتاجية منخفضة، وهو موضوع حيوي للنهوض بقطاع الدواجن بالجهة.
إلا أن ما شهده اللقاء كان بعيدًا كل البعد عن التوقعات. فبدلاً من أن تمتلئ القاعة بالمسؤولين المعنيين وأصحاب المقاولات المستهدفين بهذا الدعم، كانت المفاجأة هي الحضور الباهت الذي اقتصر تقريبًا على الصحفيين فقط. قاعة الاجتماعات بدت شبه فارغة، مما طرح تساؤلات جدية حول مدى الجدية في الترويج لهذا البرنامج وأسباب هذا الغياب اللافت.
والأكثر غرابة هو أن برنامج اللقاء كان يتضمن كلمات افتتاحية لكل من المدير الجهوي للفلاحة والمدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، وهما شخصيتان محوريتان في هذا النوع من المبادرات. فكيف يمكن لهذين المسؤولين إلقاء كلمات هامة أمام قاعة خاوية من الجمهور المستهدف، بل وحتى من زملائهم المسؤولين؟
هذا المشهد يثير العديد من التساؤلات الملحة:
- ما هي أسباب هذا الغياب الصارخ للمسؤولين وأصحاب المقاولات عن هذا اللقاء الذي يفترض أنه حيوي لدعم قطاع الدواجن؟
- هل تم الإعلان عن اللقاء بشكل كافٍ وموجه للجمهور المستهدف؟
- هل يعكس هذا الغياب عدم اهتمام بالبرنامج المعلن عنه أم هناك تحديات أكبر تواجه تطبيق مثل هذه المبادرات؟
إن دعم إحداث مجازر عصرية معتمدة للدواجن يُعد خطوة أساسية لضمان سلامة وجودة المنتجات الحيوانية وتحديث القطاع. لكن ما حدث اليوم في فاس يلقي بظلال من الشك على فعالية مثل هذه اللقاءات التواصلية إذا لم يتم تدارك أسباب هذا الغياب. يبقى السؤال معلقًا: هل ستشهد البرامج المستقبلية نفس المصير أم سيتم اتخاذ إجراءات لضمان مشاركة أوسع وفعالية أكبر؟