النقابة الوطنية للصحة العمومية تستنكر بشدة تصريحات برلماني بخصوص الأطر التمريضية

هيئة التحرير1 أغسطس 2025آخر تحديث :
النقابة الوطنية للصحة العمومية تستنكر بشدة تصريحات برلماني بخصوص الأطر التمريضية

استنكرت النقابة الوطنية للصحة العمومية تطاول نائب برلماني على الأطر التمريضية وسط خصاص مهول ومعناة ميدانية في المناطق المهمشة.
وقالت النقابة الوطنية في بيان لها أنها تعبر عن سخطها العارم وإدانتها الشديدة لما وصفتها بالتصريحات المنحطة والمسيئة التي تفوّه بها أحد أعضاء البرلمان، في تجاوز سافر لكل القيم الأخلاقية والمهنية، وضرب صارخ لمكانة التمريض داخل منظومة الرعاية الصحية.
كما قالت النقابة الوطنية للصحة العمومية إن هذه التصريحات المتهورة واللامسؤولة، التي تنم عن جهل مطبق بدور المهن التمريضية وتقنيات الصحة، تأتي في لحظة دقيقة يعرف فيها القطاع الصحي تحديات جسيمة تستدعي الدعم والمؤازرة، لا التبخيس والتحقير. كما تكشف عن عقلية متعالية ومتحاملة لا تليق بممثل للأمة ولا تعبر إلا عن احتقار للعمل الإنساني النبيل الذي يضطلع به الممرضون والممرضات في ظروف قاسية ووسط إمكانيات محدودة.
وأفادت النقابة الوطنية للصحة العمومية ان هذه التصريحات لم تكن موفقة على الإطلاق في ظل الخصاص المهول في الموارد البشرية التمريضية و تقنيي الصحة، الذي يفوق 60 ألف إطار، مما يجعل وجود الأطر التمريضية في المناطق القروية، الجبلية، والنائية إنجازاً استثنائياً لا مدعاة للتقليل من شأنه أو السخرية منه. مشيرة أن هذه الأطر توجد في مواقع تتسم بالقساوة الجغرافية والاجتماعية، وتُعد محظوظة بوجودها تلك المناطق التي تعاني من التهميش والإقصاء المجالي. كما أنها تساهم بجهد يومي في فكّ العزلة الصحية، وتقريب الخدمات الأساسية من المواطنين في أماكن لا تصلها سوى الدولة عبر نساء ورجال الصحة.
وطالبت النقابة الوطنية للصحة العمومية بمراجعة عميقة لمدونة الانتخابات بما يضمن الرفع من كفاءة ممثلي الأمة في مجلسي البرلمان، وتحسين مستوى أدائهم المؤسساتي في إطار من الاحترام والمسؤولية، بما يليق بمهام التشريع والرقابة والترافع. و عبرت كذلك عن استنكارها الشديد لما أسمتها تحول بعض المنابر الحزبية إلى فضاءات للاستعراض السياسي والبهرجة الشعبوية، حيث أصبح الهاجس الانتخابي والدغدغة السطحية لعواطف الناخبين هو المحرك الأول لبعض البرلمانيين، حتى على حساب كرامة ومكانة الأطر الصحية، بدل الانكباب الجاد على معالجة الاختلالات وتقديم البدائل التشريعية.
وحملت النقابة كامل المسؤولية الكاملة للحكومة والبرلمان في حماية مهنيي الصحة بمختلف فئاتهم من حملات التشهير والتجريح، مع دعوة عاجلة لفتح تحقيق رسمي في هذه الواقعة واتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة. و تأكيدنا المطلق على أن الشغيلة الصحية بكل فئاتها ليست الحلقة الأضعف التي تُجلد عند كل أزمة، بل هي ركن أساسي في معركة الصحة العامة، وأن أي استهداف لها لن يقابل إلا بالتصعيد النضالي المشروع.
ودعت النقابة كافة المكونات النقابية والحقوقية والسياسية، إلى التحرك العاجل والتضامن الواسع في وجه هذا الانحدار الخطير في الخطاب السياسي، الذي يمس إحدى أنبل المهن وأكثرها تضحيات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة