أخزو زهير
يُثير الجدل الدائر حول قضية الهارب من العدالة، المهدي حيجاوي، تساؤلات عديدة حول دوافع بعض الجهات التي تحاول “تمجيده” وتسييس ملفاته القضائية. فبينما يواجه حيجاوي تهماً جنائية خطيرة تتعلق بالنصب والاحتيال المالي، يخرج علينا من يحاولون “شرعنة” خيانته، مستندين إلى ذرائع واهية تزيد من كشف تناقضاتهم الفاضحة.
في أحدث محاولاتهم، ادعى هؤلاء أن حيجاوي هرب من المغرب لأنه كان “مسؤولاً عن برمجيات بيغاسوس للتجسس”. هذا الزعم لا يستند إلى أي أساس من الصحة، بل إنه يتعارض بشكل صارخ مع مواقفهم السابقة. فمن يروجون لهذه الادعاءات اليوم، هم أنفسهم من كانوا بالأمس يهاجمون المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، وجهاز “الديستي”، ويتهمونهما باستخدام هذا النظام للتجسس.
مفارقة غريبة وتناقضات فاضحة
إن هذه المفارقة الغريبة تكشف زيف ادعاءاتهم وتلون مواقفهم. فكيف يمكن تفسير هذا التحول الدراماتيكي؟ بالأمس كان “الطابور الخامس” يهاجم حموشي بزعم “بيغاسوس”، واليوم يمجّدون حيجاوي ويصفونه بـ “السيد بيغاسوس”، ليس من باب التجريح، بل من باب التمجيد ومحاولة تبرئته من تهم خطيرة.
هذه الازدواجية في المعايير تؤكد أن الأمر لا يتعلق بحقائق أو قناعات، بل بمصالح وأجندات تتقاطع مع مصالح المجرمين الذين يمسون بأمن المغرب. فالاتهام الذي كان بالأمس سلاحاً يوجهونه ضد أجهزة الدولة، أصبح اليوم وسيلة لتمجيد عميل هارب.
رسائل واضحة: عودة إلى الحقيقة
هنا، لا بد من توجيه رسالة صريحة لأولئك الذين يحاولون عبثاً تسييس قضية المهدي حيجاوي.
- أولاً، يجب عليهم أن يعتذروا لعبد اللطيف حموشي وجهاز “الديستي” على الاتهامات الباطلة والدعايات المغرضة التي كانوا يروجون لها.
- ثانياً، عليهم أن يخجلوا من الدفاع عن شخصية مثل حيجاوي، الذي يصفونه بـ “السيد بيغاسوس”، لأن هذا الوصف لا يجعله بطلاً، بل يضعه في قفص الاتهام ويستدعي محاسبته.
في الختام، إن هذه المحاولات البائسة لن تنجح في تزييف الحقائق. فالمغاربة يدركون أن من يروجون لمثل هذه الأكاذيب هم أنفسهم من يحاولون زعزعة استقرار البلاد. لقد حان الوقت لكشف هذه المخططات وفضح المتآمرين، وترك القانون يأخذ مجراه في قضية المهدي حيجاوي دون أي تدخلات سياسية واهية.