نتانياهو يتمسك بخطته بشأن غزة ويعتبرها “أفضل وسيلة لإنهاء الحرب”

هيئة التحرير10 أغسطس 2025آخر تحديث :
نتانياهو يتمسك بخطته بشأن غزة ويعتبرها “أفضل وسيلة لإنهاء الحرب”

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أن خطته الجديدة لتوسيع الأعمال العسكرية والسيطرة على مدينة غزة هي “أفضل وسيلة لإنهاء الحرب”، متحديا الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار.

وفي مؤتمر صحافي في القدس دافع فيه عن خطته، قال نتانياهو إن العملية الجديدة سيتم تنفيذها “ضمن جدول زمني قصير نسبيا لأننا نريد إنهاء الحرب”.

بعد أكثر من 22 شهرا من الحرب، تعاني إسرائيل انقساما متزايدا بين المطالبين بإنهاء النزاع والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في مواجهة من يريدون القضاء على حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية. وتزايدت الانتقادات في الداخل والخارج بعد أن أعلن مجلس الوزراء الأمني برئاسة نتانياهو الجمعة عن خطط لتوسيع الحرب والسيطرة على مدينة غزة. لكن رئيس الوزراء تحدث بنبرة تحد الأحد، وقال خلال مؤتمر صحافي نادر إن “هذه هي أفضل وسيلة لإنهاء الحرب، وأفضل طريقة لإنهائها بسرعة”.

وقال نتانياهو “لا أريد الحديث عن جداول زمنية دقيقة، لكننا نتحدث عن جدول زمني قصير نسبيا لأننا نريد إنهاء الحرب”.

وأضاف أن هدف العملية الجديدة هو “تفكيك معقلي حماس المتبقيين في مدينة غزة والمخيمات الوسطى”، مع إنشاء ممرات ومناطق آمنة للسماح للمدنيين بمغادرة تلك المناطق. وتابع “لقد أتممنا جزءا كبيرا من العمل، حاليا نحن نسيطر على ما بين 70-75 في المئة من غزة”.

وتدارك “لكن ما زال أمامنا معقلان: مدينة غزة ومخيمات اللاجئين وسط القطاع والمواصي، ليس لدينا خيار آخر لإنهاء المهمة”.

وفي أعقاب اجتماع مجلس الوزراء الأمني الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة عن خطة للسيطرة على مدينة غزة، في حين أشار نتانياهو في تعليقاته الأحد إلى عمليات أوسع نطاقا.

من جهته، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو “ما قاله نتانياهو في مؤتمره الصحافي جملة من الأكاذيب”، معتبرا أنه “لا يستطيع أن يواجه الحقيقة بل يعمل على التضليل وإخفائها”.

عقد نتانياهو المؤتمر الصحافي قبيل اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في غزة والخطة الإسرائيلية الجديدة.

كما جاء غداة خروج آلاف الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب للاحتجاج على قرار مجلس الوزراء الأمني.

وقال المتظاهر جويل أوبودوف لوكالة فرانس برس “الخطة الجديدة هي مجرد خطة أخرى ستفشل، وقد تكتب نهاية رهائننا، وبالطبع قد تؤدي إلى مقتل مزيد من جنودنا”.

وواجه رئيس الوزراء احتجاجات منتظمة مند بداية الحرب، وقد دعت العديد من التظاهرات الحكومة إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بعد أن شهدت الهدنات السابقة تبادل رهائن بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

لكن نتانياهو تعرض أيضا لضغوط من اليمين المتطرف لإحكام السيطرة على غزة، وقد انتقد وزير المال بتسلئيل سموطريتش الخطة الجديدة ووصفها بأنها “محدودة” و”ضعيفة”.

وقال سموطريتش في مقطع مصو ر إن “رئيس الوزراء والكابينت خضعا للضعف… قررا مجددا تكرار المقاربة ذاتها، إطلاق عملية عسكرية لا تهدف للوصول الى حل حاسم”.

ويحظى اليمين المتطرف بنفوذ كبير في حكومة نتانياهو الائتلافية، إذ يعد دعمه حيويا للحفاظ على غالبية في الكنيست.

بدوره، دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى السيطرة على “كل غزة”، وقال لإذاعة “كان” إن “تحقيق النصر ممكن. أريد كل غزة، نقل واستيطان. هذه الخطوة لن تشك ل تهديدا للقوات”.

وأثار قرار توسيع الحرب في غزة موجة من الانتقادات في مختلف أنحاء العالم. وعقد مجلس الأمن الدولي الأحد اجتماعا لبحث آخر التطورات.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ميروسلاف جينكا أمام المجلس “إذا تم تنفيذ هذه الخطط، فقد تؤدي الى كارثة جديدة في غزة، تتردد أصداؤها في أنحاء المنطقة، وتتسبب بمزيد من النزوح القسري وعمليات القتل والدمار”.

وتسعى قوى أجنبية، بعضها من حلفاء إسرائيل، إلى التوصل لهدنة تفاوضية لتأمين عودة الرهائن والمساعدة في التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية في القطاع بعد تحذيرات متكررة من احتمال تفشي المجاعة. لكن رغم ردود الفعل المنددة والشائعات حول معارضة كبار القادة العسكريين الإسرائيليين للخطة، ظل نتانياهو ثابتا على موقفه. وقال نتانياهو خلال مؤتمره الصحافي في القدس “سننتصر في الحرب مع أو من دون دعم أحد”.

وأضاف “هدفنا ليس احتلال غزة، بل إقامة إدارة مدنية في القطاع غير مرتبطة بحماس ولا بالسلطة الفلسطينية”. وقال مكتب رئيس الوزراء في وقت لاحق إنه تحدث هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة الخطط العسكرية الجديدة.

من بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم العام 2023، لا يزال 49 في غزة، 27 منهم يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم. وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة عن مقتل 61430 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 27 شخصا على الأقل بنيران إسرائيلية في مختلف أنحاء القطاع الأحد، من بينهم 11 شخصا كانوا ينتظرون قرب مراكز توزيع المساعدات التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة إسرائيليا وأميركيا. واندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة