محمد أجغوغ
تتمتع جهة فاس–مكناس بمقومات سياحية فريدة على الصعيد الوطني: تراث ثقافي غني، طبيعة جبلية خلابة، ومهرجانات عالمية، ما يجعلها أحد أبرز محركات القطاع السياحي بالمغرب. ومع ذلك، يعاني القطاع من إشكالات هيكلية وتنظيمية تحد من إمكاناته وتعطل الاستفادة الحقيقية من هذه الثروات.
و تظهر مكامن الخلل في ضعف البنية التحتية والخدمات الفندقية: على الرغم من وجود فنادق مصنفة، إلا أن كثيرا منها يحتاج لتجديد عاجل، كما أن مستوى الخدمات لا يرقى دائما لتطلعات الزوار، خصوصا في فترات الذروة.
تنويع محدود للمنتجات السياحية: يتركز النشاط السياحي أساسا على فاس التاريخية وبعض المدن الكبرى، فيما تظل العديد من الوجهات الطبيعية والثقافية مهملة، رغم إمكاناتها الكبيرة في السياحة البيئية والثقافية.
ضعف التسويق الرقمي والترويج الدولي، حيث تفتقر الجهة إلى حملات رقمية منظمة تجذب السياح الأجانب، كما أن التنسيق مع وكالات السفر الدولية محدود وغير فعال.
غياب متابعة دقيقة للإشغال والإيرادات ، حيث أن عدم وجود بيانات دقيقة ومرصد جهوي يحلل أداء القطاع يجعل اتخاذ القرارات الاستثمارية والتخطيط طويل المدى أمرا صعبا.
ضعف الشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص على الرغم من إمكانات الصناعات التقليدية، إلا أن مشاركة المجتمع المحلي محدودة، مما يقلل من أثر السياحة على الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل.
و للنهوض بالقطاع يرى المهتمين، أن
تحديث الفنادق ومؤسسات الإيواء بشكل عاجل وتجهيزها بتقنيات رقمية حديثة لضمان جودة الخدمات.
مع تنويع المنتجات السياحية بتطوير مسارات طبيعية وجبلية، وتنظيم مهرجانات وفعاليات ثقافية منتظمة في جميع أرجاء الجهة.
و تعزيز التسويق الرقمي والترويج الدولي مع حملات مركزة على السياح الأجانب وإقامة شراكات فعالة مع وكالات السفر العالمية.
وضرورة إنشاء مرصد سياحي جهوي لجمع وتحليل بيانات الإشغال والإيرادات لاتخاذ قرارات استثمارية استراتيجية.
هذا بالاضافة الى العمل على إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص لدعم الصناعات التقليدية وزيادة المردودية الاقتصادية للسياحة المحلية.
ان جهة فاس–مكناس أمام فرصة حقيقية لتحويل ثرواتها السياحية إلى قوة اقتصادية مستدامة وجاذبة للسياح. لكن هذا يتطلب إصلاحات هيكلية واستراتيجية واضحة، مع شراكة فعالة بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، لضمان أن يتحول الإمكان الضخم إلى واقع ملموس يخدم التنمية المحلية ويحافظ على الجاذبية السياحية للجهة.