في خطوة تعكس التزامًا راسخًا بإشراك جميع الفاعلين في مسيرة الإصلاح التعليمي، نظمت الكونفدرالية الوطنية لجمعيات ا.ا.ا تلامدة المغرب فرع فاس تحت اشراف المديرية الإقليمية بفاس لقاءً تواصليًا هامًا تحت شعار “أي دور لجمعية الآباء في تنزيل خارطة الطريق 2022-2026”. يأتي هذا اللقاء في إطار البرنامج الجهوي “جسور”، الذي يهدف إلى بناء جسور حقيقية من التواصل والتعاون بين المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني، وعلى رأسه جمعيات آباء وأولياء أمور التلاميذ.
الحدث، الذي استضافته الثانوية التأهيلية القرويين بفاس يوم امس السبت 13 شتنبر، كان تحت إشراف المديرية الإقليمية بفاس وبتنظيم من فرع فاس للكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء تلاميذ المغرب. وقد جمع اللقاء نخبة من الخبراء والمسؤولين، بينهم الدكتور محمد المراحي، أستاذ التعليم العالي، وأستاذ مختار لغميش نائب الأول لرئيس المكتب الوطني للكونفدرالية الوطنية لجمعيات ا.ا.ا تلامدة المغرب، إلى جانب أستاذ عبد الرحيم هاروشي مدير التانوية التأهيلية القروين
برنامج “جسور”: دعامة رئيسية للإصلاح
خلال اللقاء، تم التأكيد على أن برنامج “جسور” ليس مجرد مبادرة عابرة، بل هو آلية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الشراكة المجتمعية كدعامة أساسية لإنجاح “خارطة الطريق 2022-2026: من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع”. وتهدف هذه الخارطة إلى إحداث تحول نوعي في المنظومة التعليمية عبر مجموعة من الإجراءات الملموسة.
وفي تصريح صحفي، أبرز إدريس بنكانة، رئيس الفرع الإقليمي بفاس للكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء تلاميذ المغرب، الدور الحيوي الذي تلعبه الكونفدرالية في إنجاح برنامج “جسور”. وأكد بنكانة أن جمعيات الآباء لم تعد مجرد هياكل إدارية، بل أصبحت شريكًا أساسيًا وفاعلًا في كل مراحل الإصلاح، بدءًا من التخطيط وصولًا إلى التنفيذ والمتابعة.
“خارطة الطريق”: دور محوري لجمعيات الآباء
تناول المشاركون في اللقاء أهمية انخراط أولياء الأمور في قضايا أبنائهم التعليمية، سواء عبر المشاركة في الأنشطة المدرسية أو من خلال المساهمة في اتخاذ القرارات التربوية. وقد أشار المتحدثون إلى أن جمعيات الآباء هي الصلة الأمثل التي يمكن من خلالها ترجمة أهداف خارطة الطريق إلى واقع ملموس داخل المدارس. فمن خلالها، يمكن تعزيز قيم المواطنة، وتشجيع الأنشطة الثقافية والرياضية، بالإضافة إلى المساهمة في تحسين بيئة التعلم.
إن هذا اللقاء لم يقتصر على كونه منصة للنقاش، بل كان بمثابة دعوة مفتوحة لجميع الأطراف لتوحيد الجهود من أجل تحقيق الأهداف النبيلة لـ”خارطة الطريق”، وضمان جودة التعليم للجميع. ويؤكد برنامج “جسور” أن مستقبل التعليم في المغرب يعتمد بشكل كبير على تضافر جهود كل من الإدارة التعليمية، والأساتذة، والتلاميذ، وأولياء الأمور.