شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على ضرورة الاستخدام المسؤول لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز السلم والأمن الدوليين، وذلك بمناسبة نقاش رفيع المستوى انعقد، الأربعاء 24 شتنبر 2025، بمجلس الأمن الدولي.
وفي هذا السياق، نبّه بوريطة في مداخلته خلال هذا اللقاء، المنعقد تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي والسلم والأمن الدوليان: معالجة التعقيدات والتأثيرات المتعددة والاستخدام المسؤول”، من المخاطر المرتبطة بالاستخدامات الخبيثة للذكاء الاصطناعي، لاسيما تطوير الهجمات السيبرانية التي تستهدف البنيات التحتية الدقيقة، وانتشار المضامين المضللة التي يتم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي، واستغلال هذه الأدوات من طرف جماعات إرهابية ومتطرفة من أجل التدخل في العمليات الديمقراطية وتأجيج التوترات.
وسجل الوزير، خلال هذا اللقاء، المنظم على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الذكاء الاصطناعي، الذي يتم استخدامه بشكل مسؤول، يمكن أن يشكل رافعة قوية في خدمة السلم والأمن.
بالإضافة إلى ذلك، قدم عددا من التوصيات التي تنادي بالاستثمار في أنظمة التأهب المبكر القادرة على كشف مؤشرات عدم الاستقرار، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في مكافحة التضليل الإعلامي الرقمي وحماية عمليات حفظ السلام. ويتعلق الأمر كذلك بتعبئة قدرات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأثر الاستباقي وتدبير التداعيات الأمنية للتغير المناخي، لاسيما ما يتعلق بالإجهاد المائي والأمن الغذائي، وبلورة مقاربة معيارية تستلهم قرار مجلس الأمن رقم 1540 في مواجهة مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي من طرف فاعلين غير دولتيين.
وفي سياق متصل، جدّد بوريطة التأكيد على التزام المغرب من أجل حكامة دامجة وأخلاقية للذكاء الاصطناعي، تقوم على احترام القانون الدولي، والوقاية من التمييز، والولوج العادل إلى هذه التكنولوجيا، والمسؤولية البيئية وتشجيع الابتكار، كما ذكر، في هذا الإطار، بأن المملكة تنهج مقاربة متعددة الأطراف وشراكاتية من أجل ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة للوقاية، وتعزيز السلام والتنمية المستدامة، عوض أن يكون عاملا للتفرقة وعدم الاستقرار.