في تحرك أمني نوعي وغير مسبوق، اهتزت حي المسيرة بمدينة فاس العريقة مساء يوم الجمعة 26 شتنبر 2025 على وقع عملية واسعة استهدفت أوكار الشيشة والممارسات المشبوهة التي كانت تتخذ من واجهة المقاهي ساتراً لها.
العملية، التي وُصفت بـ”الضربة القاصمة“، كشفت عن شبكة واسعة من الأنشطة غير القانونية التي كانت تهدد سلامة المجتمع، مؤكدة أن “الوجه المظلم” لبعض مقاهي المدينة لن يبقى خفياً بعد اليوم.
من الهدوء إلى المداهمة: تفاصيل عملية الجمعة الحاسمة
لم تكن العملية الأمنية مجرد حملة تفتيش عادية، بل كانت تحركاً استخباراتياً مُحكماً جاء بتعليمات مباشرة من والي أمن فاس. وبناءً على معلومات دقيقة، تحركت فرق متخصصة جمعت بين الاستعلامات العامة، وفرقة مكافحة العصابات، والأمن العمومي. وقد قاد هذا التحرك الميداني كل من رئيس الاستعلامات العامة بالمنطقة الأمنية بنسودة و رئيس المنطقة الأمنية الرابعة.
كان الهدف هو مقاهي بعينها، خاصة تلك التي تستغل الإقبال الشديد عليها لتتحول ليلاً إلى ما يشبه “أوكار دعارة”، مستغلة غياب الرقابة السرّي. وقد أسفرت المداهمات التي تركزت في حي الزهراء بالملحقة الإدارية المسيرة عن نتائج فورية ومذهلة: توقيف عدد من الأشخاص وحجز كميات ضخمة من أدوات الشيشة، لتُسدل بذلك الستار على ممارسات كانت تتم خلف الأبواب المغلقة.
حماية المستقبل: الحملة تصل إلى محيط المؤسسات التعليمية
لم يتوقف اليقظة الأمنية عند حدود الأحياء السكنية؛ فبخطوة استباقية تعكس إدراكاً لعمق المشكلة، امتدت الحملة لتشمل المقاهي المحيطة بالمؤسسات التعليمية. ويأتي هذا التوسع في إطار وضع حد لانتشار ظاهرة الشيشة في محيط المدارس، وهو الخطر الذي كان يتهدد بشكل مباشر صحة ومستقبل الشباب.
هذا التحرك الاستراتيجي يؤكد أن حماية الجيل الجديد من التأثيرات السلبية لهذه الأماكن هو أولوية قصوى للأجهزة الأمنية. وقد لاقى هذا التدخل ترحيباً واسعاً واستحساناً كبيراً من قبل السكان الذين رأوا فيه خطوة حاسمة لـحماية أبنائهم والحفاظ على بيئة تعليمية نظيفة.
الدور الاستخباري الحاسم: “العقل المدبر” الذي لا ينام
يُجمع المراقبون على أن نجاح هذه العملية النوعية ما كان ليتحقق لولا الدور الاستخباري الحاسم الذي لعبته فرق الاستعلامات العامة. كانت هذه الفرق بمثابة “العقل المدبر” للحملة، حيث قامت بجمع معلومات دقيقة وحساسة حول المقاهي التي تتستر خلف واجهات بريئة بمقاطعة زواغة. هذا الجهد الاستخباراتي المنهجي هو ما مكّن الفرق الأمنية من تنفيذ مداهماتها بفاعلية قياسية، والوصول مباشرة إلى “الجانب المظلم” لهذه الممارسات.
الجدير بالذكر أن الأداء المتميز لهذه الحملة يعكس النزاهة والعمل الميداني لرئيس فرقة استعلامات العامة بالمنطقة الرابعة بنسودة ورئيس المنطقة الأمنية الرابعة، الذين يسهران بشكل مستمر على راحة بال المواطنين في المنطقة.
رسالة حازمة: الأمن بالمرصاد
إن عملية بمقاطعة زواغة الأخيرة تبعث برسالة واضحة لا لبس فيها: الأجهزة الأمنية تقف بالمرصاد لكل من يحاول المساس بأمن المدينة وسلامة مواطنيها. إنها تحذير شديد اللهجة لكل من تسول له نفسه العبث بمستقبل الشباب والمجتمع.
فبين يقظة العين الساهرة والعمل الميداني النزيه، تؤكد فاس أن الأمن لا ينام، وأن الحفاظ على مجتمع آمن ونظيف ليس مجرد شعار، بل هو عمل يومي متواصل يُثمر إنجازات حقيقية على الأرض.