الرجاء البيضاوي.. النسر الأخضر الذي حلق عاليًا في سماء الكرة

فايس بريس29 سبتمبر 2025آخر تحديث :
الرجاء البيضاوي.. النسر الأخضر الذي حلق عاليًا في سماء الكرة

ي.ب

في قلب العاصمة الاقتصادية للمغرب، وُلد فريق الرجاء البيضاوي عام 1949، ليصبح بعد عقود قليلة أحد أبرز رموز كرة القدم المغربية والإفريقية. لا يتوقف حضوره عند حدود الملعب، بل يمتد ليشكل حالة اجتماعية وثقافية جعلت منه أكثر من مجرد نادٍ رياضي.

من الحي المحمدي إلى القمة الإفريقية

بدأت حكاية الرجاء في الحي المحمدي بالدار البيضاء، حيث اجتمع مؤسسون متحمسون لفكرة خلق نادٍ يعكس طموح الشعب المغربي تحت الاستعمار آنذاك. سرعان ما تجاوز النادي حدود المحلية ليصنع لنفسه مكانة مرموقة في القارة السمراء.

ففي عام 1989، توج الرجاء بأول ألقابه في دوري أبطال إفريقيا، ليفتح صفحة جديدة في تاريخ الكرة المغربية. ثم عاد ليكرر الإنجاز عامي 1997 و1999، ليؤكد أنه فريق القارة بامتياز. وعلى الصعيد العالمي، صنع الحدث في كأس العالم للأندية 2013، عندما أطاح بفرق كبرى مثل أتلتيكو مينيرو البرازيلي، ووقف بشجاعة في النهائي أمام بايرن ميونخ الألماني.

جماهير.. تتجاوز حدود المدرجات

لا يمكن الحديث عن الرجاء دون التوقف عند جماهيره، التي تُعد من الأوسع والأكثر تأثيرًا في العالم العربي وإفريقيا. فـ”الكورفا سود” ليست مجرد مدرج، بل مسرح دائم للإبداع. أهازيجها تُردد عبر العالم، ولوحاتها الفنية أصبحت مرجعًا عالميًا لثقافة “الألتراس”.

تلك الجماهير لا تكتفي بالتشجيع، بل تعكس مواقف اجتماعية وثقافية، حيث تحولت أغانيها إلى رسائل تحمل أبعادًا تتجاوز الرياضة إلى قضايا الشباب والهوية والانتماء.

تحديات حاضرة.. وآفاق مفتوحة

رغم الأمجاد، لم يسلم الرجاء من أزمات مالية وإدارية أثرت على استقراره في السنوات الأخيرة. غير أن تلك التحديات لم تُثنِ عزيمة النادي على المنافسة، إذ واصل النسور التحليق محليًا وقاريًا، مستندين إلى تاريخ عريق وجماهير لا تقبل بغير الفوز.

الرجاء.. أكثر من مجرد فريق

الرجاء البيضاوي ليس فقط نادٍ لكرة القدم، بل هو مرآة لمدينة الدار البيضاء، بحيويتها وصخبها وتناقضاتها. إنه رمز للأمل، ولحكاية شعب يرى في ألوانه الخضراء صورة لانتصارات الماضي وطموحات المستقبل.

الرجاء، الذي كتب تاريخه بمداد الذهب، يظل حاضرًا كأحد أعمدة كرة القدم المغربية والإفريقية، وأسطورة جماهيرية تزداد قوة كلما مرّ الزمن.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة