أشعلت “دموع” رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران والوزير السابق محمد أوزين مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، لتتحول مقاطعهما المؤثرة خلال فعاليات حزبية إلى مادة للجدل والسخرية اللاذعة، خاصة بعد التعليق الناري للناشطة المترشحة مايسة سلامة الناجي.
لقد جاءت مشاهد ذرف الدموع في توقيت “حساس” للغاية، يتزامن مع تصاعد موجة “احتجاجات جيل زد”، التي تعكس استياءً عميقاً من تردي الخدمات الأساسية في قطاعات حيوية كـ الصحة والتعليم. هذا التزامن دفع الناشطين إلى التساؤل فوراً: هل هذه دموع تعاطف أم مناورة انتخابية؟
بين التعاطف والتشكيك: سِمة “دموع التماسيح”
توزع الرأي العام بين طرفين متناقضين. فبينما رأى البعض في دموع بنكيران وأوزين دليلاً على التعاطف الحقيقي مع معاناة المواطنين، اعتبرها آخرون مجرد “دموع تماسيح” تهدف إلى استمالة الناخبين والتخفيف من حدة الغضب الشعبي قبل الاستحقاقات المقبلة. التشكيك هنا لم يكن عابراً، بل ارتبط بالتوقيت السياسي الذي يسبق الحملات الانتخابية.
مايسة الناجي: القنبلة الساخرة
الرد الأقوى والأكثر إثارة للجدل جاء من مايسة سلامة الناجي، المدوّنة التي قررت دخول غمار السياسة بإعلان ترشحها تحت شعار حزب التقدم والاشتراكية. لم تنتظر مايسة طويلاً لتفكيك المشهد، حيث نشرت تعليقاً فجّر الهاشتاغات:
”سمحوا لينا! الإخوان راه الحملة الانتخابية بدات.. وليوم بنكيران وأوزين بكاو على احتجاجات الشباب.. وخصني حتى أنا نبدا نبكي… ما تسكتونيش”
بهذا التعليق الساخر، وضعت الناجي “الدموع السياسية” في سياقها المباشر: استراتيجية لكسب الأصوات. وأشارت بشكل غير مباشر إلى أن الركوب على المشاعر أصبح جزءاً من “سيناريو” سياسي يهدف إلى استغلال حالة الاحتقان للتأثير على الشباب المتردد.
هل تُخمد الدموع غضب الشباب؟
تبقى المعادلة صعبة ومعقدة: في عصر يتميز بالشفافية الفائقة لوسائل التواصل، بات “جيل زد” أكثر وعياً وقدرة على التمييز بين الشعارات الزائفة والعمل الحقيقي. السؤال الذي يطرح نفسه الآن وبقوة على فيسبوك هو: هل ينجح هذا “الاستعراض العاطفي” في إخماد غضب الشباب، أم أنه سيزيد من يقينهم بأن الأولوية لبعض الساسة هي للمنصب وليست للقضايا الوطنية الحقيقية؟
”بكاء” سياسي يثير سخرية المغاربة.. ومايسة الناجي تشعل الجدل بتعليق ناري
