جيل Z بين الاحتجاج الواعي والانجراف الفوضوي: لا شرعية للعنف باسم التغيير

فايس بريسمنذ 4 ساعاتآخر تحديث :
جيل Z بين الاحتجاج الواعي والانجراف الفوضوي: لا شرعية للعنف باسم التغيير

تحرير ومتابعة/ سيداتي بيدا

عاشت مدن مغربية ليلة الثلاثاء الماضية على وقع مشاهد لا تمت بصلة لثقافة الاحتجاج السلمي، بل تعكس انزلاقًا خطيرًا نحو فوضى منظمة تُخفي تحت لافتات “الرفض” و”المطالبة بالحقوق”، سلوكيات عبثية لا تبني وطناً ولا تَصنع مستقبلاً.

جيل “زد” الذي يمثل اليوم الشريحة الأوسع والأكثر تأثيراً في المشهد الرقمي والاجتماعي، يجد نفسه أمام مفترق طرق: إما أن يكون قوة واعية للتغيير البنّاء، أو يتحوّل إلى وقود لحركات تهدم أكثر مما تبني.

إن إضرام النار في سيارات الأمن، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، واقتحام المرافق، لا يمكن أن يُدرج في خانة “الاحتجاج” بأي مقياس. ما حدث ليس سوى خروج عن القانون، وتعدٍّ صارخ على قيم المواطنة والانتماء.
من يبرر هذه الأفعال بحجة “الظلم الاجتماعي” أو “الضيق الاقتصادي”، يتجاهل أن بناء الدول لا يتم عبر إشعال الحرائق، بل عبر إشعال الأفكار، وأن الأوطان لا تُبنى بالغضب الأعمى، بل بالعقل والبصيرة.

المقلق أن بعض شباب الجيل الجديد ينساقون خلف دعوات إلكترونية، يتم تضخيمها على منصات التواصل، دون أن يسألوا أنفسهم: من المستفيد من دفع الشارع نحو الانفجار؟ من يضمن ألّا تُستغل هذه الفوضى لتصفية حسابات سياسية أو إيديولوجية لا علاقة لها بمطالبهم الحقيقية؟
الاحتجاج الذي يقطع طريقاً، أو يحطم واجهة متجر، أو يرهب ساكنة حي، لم يعد احتجاجاً؛ بل هو تخريب موصوف يجب أن يُسمّى باسمه دون تبرير.
عدد عن

لا أحد ينكر أن المغرب، كغيره من الدول، يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية، وأن للشباب مطالب مشروعة في التعليم، والشغل، والكرامة. لكن تحويل تلك المطالب إلى فوضى يخدم فقط أعداء الاستقرار، ويفتح الباب أمام “الفشل الجماعي” لا “النجاح الفردي”.

جيل “زد” اليوم مطالب بأن يكون جيل الحلول، لا الأزمات. جيل المبادرات، لا المظاهرات التخريبية. والحرية التي لا تتوازن مع المسؤولية، تتحول إلى أداة هدم

حين تواجه المؤسسات الأمنية هذه الأفعال بالحزم، فذلك ليس قمعاً لحرية التعبير، بل دفاع عن الأمن العام، وحق باقي المواطنين في الأمان والاستقرار. الدولة لن تقف متفرجة أمام من يعبث بمقدرات الوطن، ومَن يختار المواجهة العنيفة، عليه أن يتحمل تبعات اختياره داخل إطار القانون.

إلى شباب هذا الوطن، جيل التكنولوجيا والوعي والمعرفة:
لا تسمحوا لأحد أن يسرق وعيكم تحت شعار “الثورة”. لا تسلموا انفسكم للغضب
فالاوطان لا تغير بالكسر بل بالبناء .

الاحتجاج السلمي حق .. لكن التخريب جريمة .

المغرب لكل المغاربة لكنه ليس ملكا للغاضبين

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة