شهدت الساحة الإعلامية تفاعلاً كبيراً بعد البيان التوضيحي الذي أصدرته الحركة المعروفة باسم “جيل زيد”، والذي حمل عنواناً قوياً يشير إلى “قصف” لممارسات أو محاولات انتحال صفة التمثيل. البيان، الذي نشرته الحركة مؤخراً عبر منصاتها الرسمية، يهدف إلى وضع حد لأي التباس بشأن المتحدثين باسمها أو المفاوضين نيابة عنها.
نفي قاطع للتمثيل والتفاوض
أكدت حركة “جيل زيد” في بيانها بشكل قاطع وواضح: “ليس لنا متكلمون باسم الحركة ولا مفاوضون ولا ممثلون.” هذا التأكيد يعني أن كل شخص يتحدث باسم الحركة خارج إطار قنواتها الرسمية لا يمثلها.
هذا الموقف الحازم يأتي لقطع الطريق أمام أي محاولات لاستغلال اسم الحركة أو “ركوب موجتها” من قبل أفراد أو جهات تسعى لتقديم نفسها كـ “ممثلين” أو “قياديين” في غياب تفويض واضح وصريح.
الديمقراطية الداخلية هي الأساس
شدد البيان على الآلية الداخلية التي تتبعها الحركة في اتخاذ القرارات والنشر. وأوضح أن المحتوى الرسمي الوحيد للحركة هو ما يُنشر عبر “السيرفر أو صفحة الفيسبوك بعد استشارة مع الأعضاء”. هذا الإجراء، بحسب البيان، يهدف إلى ضمان “الديمقراطية في اتخاذ قراراتنا”، مما يرسخ مبدأ العمل الجماعي والشفافية.
تحذير من محاولات “إخماد الحركة”
وفي رسالة لاذعة موجهة لمن يصفون أنفسهم بـ “الممثلين”، وصفت الحركة أي محاولة للتفاوض مع هؤلاء الأشخاص بأنها “محاولة فاشلة لركوب الحركة وإخمادها”. هذا التحذير يعكس خشية الحركة من أن تكون هذه المفاوضات محاولات لالتفاف على مطالبها الحقيقية وتفريغها من محتواها، أو ربما تهدف إلى احتواء زخمها الشعبي.
واختتمت الحركة بيانها بموقف مبدئي لا يقبل التراجع: “نحن لا نفاوض أساس المشكل وسببه.” هذه الجملة المختصرة والعميقة تشير إلى أن الحركة ترفض التنازل أو التفاوض على جذور القضايا والمطالب التي رفعت رايتها من أجلها، وأنها تصر على معالجة الأسباب الجوهرية للأزمة، بدلاً من الدخول في مفاوضات هامشية أو شكلية.
يُذكر أن “جيل زيد” تمثل شريحة واسعة من الشباب، وقد اكتسبت زخماً كبيراً بفضل خطابها المباشر واستخدامها الفعال للمنصات الرقمية في تنظيم صفوفها والتعبير عن مطالبها. ويأتي هذا البيان ليؤكد مجدداً على طبيعتها اللامركزية والديمقراطية ورفضها القاطع للهيكلة التقليدية التي قد تفتح الباب أمام الاختراق أو الاستقطاب.