أكدت الولايات المتحدة، في بيان صدر عقب لقاء بين كبير مستشاري الشؤون الإفريقية ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، دعمها الصريح لسيادة المغرب على صحرائه، في موقف يعكس استراتيجية أمريكية تربط بين الدعم السياسي والاستثمارات الاقتصادية في الأقاليم الجنوبية.
وأبرزت صحيفة أتالايار أن البيان الأمريكي أشار إلى تقدم الشركات الأمريكية في استثماراتها بمختلف مناطق المغرب، بما فيها الصحراء، ما يعزز الهوية المغربية للأقاليم الجنوبية ويدمجها في مسار التنمية الوطنية. وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة لا تقتصر على التأييد السياسي، بل تمثل ترسيخ واقع ملموس يدعم الاستقرار ويعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ومنذ إطلاق نموذج التنمية الجديد للأقاليم الجنوبية عام 2015 بمبادرة من الملك محمد السادس، استثمر المغرب مليارات الدولارات في مشاريع البنية التحتية، والموانئ، والطرق السيارة، والتعليم، والصحة، والطاقة المتجددة. وقد تحولت مدينتا العيون والداخلة إلى منصتين إقليميتين للاستثمار وربط إفريقيا بأوروبا، مما جعل التنمية أداة لتعزيز الانتماء الوطني وكرامة المواطنين.
سياسياً، قدم المغرب مبادرة الحكم الذاتي كحل وسط يمنح السكان أعلى درجات الإدارة الذاتية تحت السيادة المغربية، وقد حظيت هذه المبادرة منذ طرحها عام 2007 بتأييد متزايد كحل جاد وذي مصداقية، وهو ما يؤكده الموقف الأمريكي ومواقف عواصم كبرى أخرى.
وأوضحت الصحيفة أن الموقف الأمريكي يرتكز على ثلاثة محاور:
السياسي: دعم عملية الأمم المتحدة على أساس مبادرة الحكم الذاتي.
الاقتصادي: تأكيد شرعية الاستثمارات الأمريكية في الأقاليم الجنوبية كجزء لا يتجزأ من المغرب.
الاستراتيجي: تعزيز مكانة المغرب كحليف موثوق في منطقة تواجه أزمات أمنية وتحديات عابرة للحدود.
كما أشارت أتالايار إلى الدور الإقليمي البارز للمغرب في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والتعاون في قضايا الهجرة، ولعب دور الوساطة في إفريقيا، ما يعكس صورة دولة مسؤولة ونشطة، قادرة على أن تكون شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة وأوروبا.
وأضافت الصحيفة أن الموقف الأمريكي من مستقبل الصحراء المغربية يركز على الحلول العملية الواقعية، بما يمثل مبادرة الحكم الذاتي، مؤكدة أن المغرب يواصل جني ثمار سياسته طويلة الأمد التي تجمع بين الرؤية الواضحة، الصبر الدبلوماسي، وإنجازات التنمية الملموسة.