يعيش سكان حي المسيرة بمدينة فاس معاناة يومية ومتفاقمة مع قطاع النقل، سواء تعلق الأمر بالنقل الحضري (الحافلات) الذي يطالبون بعودته، أو سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، مما يؤثر بشكل مباشر على حياتهم المهنية والتعليمية، ويهدد راحتهم وسلامتهم.
محطة تاكسي تفتقر لأدنى شروط السلامة
عند الحديث عن حي المسيرة، تبرز فوراً مشكلة محطة سيارات الأجرة الكبيرة التي لا تتوفر على شروط السلامة الأساسية. ففي أوقات الذروة، وفي الصباح الباكر، يعاني الشباب والشابات وعموم الساكنة من ندرة سيارات الأجرة الكبيرة.
يضطر المواطنون للوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً، أو تحت الأمطار والبرد شتاء، لساعات طويلة بانتظار سيارة أجرة.
وفي هذا الصدد، يطالب السكان بشدة تغطية جزء من محطة سيارات الأجرة لتوفير مظلات تقيهم من تقلبات الطقس، مؤكدين أن هذه التغطية هي أقل حقوقهم في محطة مخصصة للنقل.
تأخير “قاهر” يهدد العمل والدراسة
أما بخصوص الخطوط الرابطة بين الحي والمناطق الحيوية الأخرى، فالوضع يثير الكثير من الجدل. خاصة الخط الرابط ما بين حي المسيرة وحي الأطلس، بالإضافة إلى خط المسيرة المؤدي إلى محطة القطار.
يؤكد السكان أنهم يدخلون إلى مقرات عملهم بشكل متأخر بشكل شبه يومي بسبب تأخر سيارات الأجرة الكبيرة على هذه الخطوط الرئيسية.
في تصريح لساكنة الحي، أكدت إحدى السيدات: “في الصباح، لا بد أن نفيق على الساعة السابعة صباحاً حتى نصل إلى مقر عملنا على الساعة 8:30، وهذا بسبب التأخر المهول للطاكسيات الكبيرة”.
وفي السياق التعليمي، أكد خالد، وهو طالب بجامعة سايس، أن لديه مشكلة كبيرة في التنقل بين حي المسيرة والجامعة، وفي بعض الأحيان يصل متأخراً عن محاضراته بسبب نفس المشكل.
كما أشار السكان إلى فترة توفر النقل الحضري “الطوبيس”، مؤكدين أنهم “لم تكن لديهم أية مشاكل في التنقل” حينها.
الطاكسي الصغير: انتقائية في التحميل وغياب المهنية
يُعد سلوك بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة المشكلة الأكبر التي تواجه الحي، والتي يشتكي منها المواطن الفاسي والأجانب على حد سواء.
أكد العديد من المواطنين بحي المسيرة أن بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة في الصباح يرفضون تحميل 2 أو 3 أشخاص، ويفضلون الراكب الواحد فقط.
“عندما تقول له إنك تريد الذهاب إلى وجهة ما، يقول لك ليس في طريقي، ولكن إن كان شخص واحد يحمله”، هكذا لخص أحد السكان هذا المشكل الذي يواجه حي المسيرة، في خرق واضح للقانون المنظم لعمل سيارات الأجرة.
مناشدة للوالي وتدخل السلطات الإدارية
أمام هذا الوضع، تبرز جهود السلطات المحلية. فقد سجل السكان تدخل السيد الباشا وقياد الملحقات الإدارية من أجل تسريع وتيرة التنقل بحي المسيرة.
ومع ذلك، تبقى آمال الساكنة معلقة على اتخاذ إجراءات جذرية، حيث يطالبون السيد والي جهة فاس مكناس بالتدخل العاجل لتسريع إيجاد حلول دائمة ومستدامة لمعضلة النقل، بدءاً من إعادة النظر في الخطوط وتوفير عدد كافٍ من سيارات الأجرة، وصولاً إلى مراقبة سلوك بعض سائقي الطاكسيات الصغيرة لضمان احترامهم لحقوق المواطنين.




