تقرير أمريكي: الصين تكبل أقوياء العالم بـ “ديون سرية”

هيئة التحريرمنذ ساعتينآخر تحديث :
تقرير أمريكي: الصين تكبل أقوياء العالم بـ “ديون سرية”

في العلاقات الدولية، ولا سيما بين أقوياء العالم وكبار تنيناته، ما يسري تحت الطاولة يفوق المعلن عنه بكثير ويختلف عنه حد التناقض في كثير من الأحيان. والصين التي تخوض الحرب التجارية ضد الولايات المتحدة هي نفسها الدولة التي تفعل الأفاعيل في السر، ضمن حرب باردة تقيد كبار الكرة الأرضية سرا.

فقد كشف تقرير وازن لمختبر “إيد داتا” التابع لجامعة وليام وماري الأميركية ، حقيقة صادمة تفيد بأن الصين ليست مجرد دولة تقرض دول الجنوب وأفريقيا أو تمول مشاريع الحزام والطريق، بل أصبحت الدائن الأكبر للدول الغنية نفسها، خاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.

واعتمد التقرير، الذي استغرق إعداده 36 شهرا ،  على أزيد من 246 ألف مصدر، ويغطي أكثر من 30 ألف مشروع تمويل عبر الحدود.

وتكشف النتائج أن الصين أعادت بناء نفوذها العالمي بعيداً عن الشعارات التنموية، عبر شبكة ضخمة من القروض والاتفاقيات السرية التي باتت، تقيد – بحسب التقرير- اقتصادات العالم بقواعد إقراض صاغتها بكين وحدها.

والمفارقة الكبرى أن الولايات المتحدة  كانت عمليا أكبر متلق منفرد للقروض الصينية في العالم خلال العقدين الماضيين، في ظاهرة وصفها التقرير بأنها مفاجأة تتعارض مع كل الروايات السائدة.

وتقول بيانات “إيد داتا” إن الصين قدمت للولايات المتحدة وحدها أكثر من 200 مليار دولار من التمويل الموزع على ما يقرب من 2500 مشروع ونشاط، تغطي عملياً كل الولايات الأميركية تقريباً وتمتد إلى قطاعات تعد الأكثر حساسية في البنية الاقتصادية الوطنية.

 وتوضح البيانات أن هذه المشاريع لم تكن هامشية أو ذات طابع تجاري بسيط، بل شملت مواقع استراتيجية في قلب النظام الاقتصادي الأميركي، بدءاً من مراكز البيانات الضخمة في شمال ولاية فيرجينيا، وصولاً إلى منشآت الغاز الطبيعي المسال في تكساس ولويزيانا، والتي تعد ركيزة أساسية لأمن الطاقة الأميركي.

إلى ذلك، طال التمويل الصيني مرافق رئيسية في مطارات دولية محورية مثل مطار جون كينيدي في نيويورك ومطار لوس أنجليس، إلى جانب تمويل خطوط أنابيب ذات حساسية عالية في منظومة الطاقة، وعلى رأسها خط “ماثرهورن” للغاز الطبيعي وخط “داكوتا” لنقل النفط.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة