عائشة الشقوندي
هل جئت لتغير الأقطاب إلى الأحسن عما سلف، أم لتزيد من حدة التعتيم والقمع والطرد لكل ثرثار ثائر؟ أم جئت للتحفيز وتسوية اوضاع الطبقة الهشة والعريضة (خاصة الطبقة الشغيلة الموسمية في القطاعين: الخاص والعمومي على السواء).
يعتبر عيد الشغل يوما أمميا تحتفل به الطبقة الشغيلة في كل أقطاب العالم، والذي يصادف فاتح ماي من كل عام. وتمثل هذه المناسبة صرخة الطبقة العمالية الكادحة في الفضاء الطلق، لتبليغ رسالة محملة بكل الضغوطات إلى الحكومات ورؤساءها، نداء لإعادة النظر، ومراجعة وتنسيق مخططاتها، بهدف إحداث تقدم وعدالة إجتماعيين، يستجيبان لتطلعات الطبقة العاملة في تحقيق مطالب العدل والكرامة والحرية، وإرساء تنمية عادلة ومستدامة تحقق الحماية والإرتقاء الإجتماعيين لهذه الطبقة الهشة في المجتمعات.
وتعاني الطبقة العاملة الهشة بالمغرب، (والتي تشكل المرأة فيها جزءا كبيرا منذ الأزل) من التهميش، والقهر، والإستغلال، والإقصاء الإجتماعي، وغياب حق الحوار مع الجهة المسؤولة حول ملفاتها المطلبية مثل: إجبارية التغطية الصحية، وحق التقاعد، وتسوية وضعها الأجري الهزيل, إلى جانب تنظيم الزيادات، وذلك لتحقيق عدالة إجتماعية، وإرساء تنمية عادلة ومستدامة كحق بسيط، يتماشى وعجلة التنمية الفعلية من اجل العيش الكريم في ظل دمقرطة وطنية.
وفي هذه المناسبة، تستنكر الطبقة الشغيلة, عموما, تملص الحكومة من مسؤوليتها في تدبير القطاعات الإجتماعية: التعليم، والصحة، والتشغيل خاصة، وحل أزماتها، كما تطالب الحكومةَ بتوفير شروط العمل الكريم لعموم العمال والأجراء والموظفين, عبر تجويد الأنظمة الأساسية لصالح الشغيلة، والرفع من الدخل، فضلا عن ضمان وتجويد الحماية الإجتماعية.
ويبقى السؤال مطروحا عند قدوم هذه المناسبة في كل عام، هل حقا فاتح ماي عيد تحتفل به الطبقة الشغيلة وهي ترثي اوضاعها البائسة؟ أم مأثم تعزي ذاتها في تطلعاتها لتحقيق مطالبها؟!!! أم هذا اليوم الأممي السنوي أصبح ذكرىٰ لسرد أزمات الطبقة الشغيلة وتطلعاتها للتغيير؟.