في إطار إستراتيجيتها الوطنية للطاقة، تسعى المملكة المغربية إلى تحقيق النجاعة الطاقية كجزء لا يتجزأ من تطويرها الاقتصادي المستدام، حيث تمثل محوراً أساسياً في السياسة الطاقية المغربية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي رسم رؤية واضحة للمستقبل تركز على تحقيق التوازن بين توفير الطاقة وحماية البيئة وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.
ويرتكز مفهوم النجاعة الطاقية في المغرب على الاستعمال الأمثل لموارد الطاقة، وتحقيق التوازن بين الاستهلاك والحفاظ على الموارد، إذ تعتمد بشكل كبير على استيراد الطاقة، مما يجعل من ضرورة الاستدامة وترشيد الاستهلاك أمراً حيوياً لتفادي الاعتماد الكلي على الاستيراد ولتحقيق الاستقلالية الطاقية.
ولا يقتصر تطوير النجاعة الطاقية في المغرب على قطاع محدد، بل يشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، حيث تركز الجهود على تنويع مصادر التزويد بالطاقة، وزيادة نسبة الطاقة المتجددة في المزيج الطاقي الوطني، وتعزيز الوعي بأهمية التوفير والنجاعة في استخدام الطاقة.
يعمل المغرب على زيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني، وذلك بهدف تحقيق أكثر من 52% من القدرة الكهربائية من مصادر متجددة بحلول عام 2030، هذه الخطوة تعزز الاستدامة وتقلل من الاعتماد على الطاقة اللازمة للتنمية.
تعمل الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية على وضع خطط قطاعية تسهم في تطوير النجاعة الطاقية وتعزيز التتبع والرقابة على استهلاكها.
وتشمل الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية جهوداً مستمرة في التوعية والتثقيف للمواطنين والشركات حول أهمية النجاعة الطاقية وكيفية تحقيقها في مختلف القطاعات، حيث أن تحقيق النجاعة الطاقية في المغرب ليس مجرد هدف، بل يمثل رؤية مستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، ويعكس الالتزام الحقيقي للمملكة بتحقيق الاستدامة الطاقية والاقتصادية في آن واحد.